اللواء فؤاد عزيز غالى وحش القنطرة
بقلم اللواء مهندس /السيد نوار
مكتوب على جبهتك القنطرة ولن أتركك حتى تحررها وسوف تعود لقيادة الفرقة 18 مشاة” .. تلك الكلمات قالها الفريق أول أحمد إسماعيل علي, فور توليه مسئولية وزارة الحربية في عام 1972، للعميد فؤاد عزيز غالي , والذي كان قد نقل من قيادة الفرقة 18 مشاة لمنصب نائب قائد الجيش الثاني الميداني.
كانت مسئولية كبيرة تحملها القائد الصعيدي فؤاد عزيز غالي , والذي ولد في العاشر من ديسمبر عام 1927، بمدينة المنيا لأسرة قبطية تنتمي للطبقة الوسطى.
أمضى غالي فترة طفولته في مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية , نظرا لأن والده كان مديرا لبنك التسليف الزراعي ، وتلقى تعليمه الابتدائي من مدرسة قويسنا الابتدائية ، وحصل على شهادة الثانوية من مدرسة “المساعي المشكورة” بشبين الكوم ، وتخرج من الكلية الحربية عام 1946.
لعب فؤاد عزيز غالي دورا بارزا في حرب أكتوبر , فقد قام بتحرير مدينة القنطرة, ودمر أقوى حصون خط بارليف, وتقدم بقواته شرقا مقدما أروع نماذج البطولة والتضحية والوطنية معتمدا على جنوده وقدرته على بث روح الوطنية في نفوسهم.
كان للفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي، دور كبير في تحقيق نصر أكتوبر المجيد, فبعد تحرير مدينة القنطرة والسيطرة على كل مواقع العدو الإسرائيلي , قامت الفرقة 18 مشاة بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة إلى بورسعيد .
وبذكاء وعبقرية فؤاد عزيز غالي , تم التصدي لكل هجمات القوات الإسرائيلية في منطقة شمال القناة , وتقدم بجنوده , وسيطر على أقوى مواقع العدو في سيناء ، وظل محافظا على تقدمه وانتصاراته , التي أربكت حسابات القوات الإسرائيلية شمال القناة .
وفي أثناء الثغرة وحصار الجيش الثالث الميداني , كان رأي بعض القادة سحب القوات غرب القناة , لكن فؤاد عزيز غالي رفض الانسحاب , وظل متحصنا بقواته في المواقع التي حررها ، وكان الرئيس السادات يتصل يوميا بالعميد غالي للاطمئنان على قواته , والإشادة بموقفه وقدرات جنوده في الحفاظ على الانتصار وتقديم نموذج مثالي في الصمود والتحدي .
كانت علاقة العميد فؤاد عزيز غالي بجنوده , مضربا للأمثال , كما كانت السر الحقيقي في كل الانتصارات التي تحققت، فقد كان قريبا من جنوده في الفرقة 18 مشاة , محبوبا منهم , نموذجا للوحدة الوطنية التي تجسدت في أروع صورها .
ونظرا لدوره الكبير في تحقيق نصر أكتوبر المجيد , فقد رقي لرتبة اللواء, كما عين في 12/12 /1973 قائدا للجيش الثاني الميداني , ليصبح أول قبطي يصل لمنصب قائد جيش ميداني، وتقديرا لمكانته العسكرية وقدراته التنظيمية الفائقة , عين محافظا لجنوب سيناء في 16 / 5 / 1980 , ليلعب دورا كبيرا في الدفاع عن سيناء ويضع خطط تنميتها، كما كرمه الرئيس الراحل أنور السادات بترقيته إلى رتبة الفريق.
كان دائما ما يقول إنه لا يوجد موقف من الدولة ضد الأقباط والدليل وصولي لمنصب قائد الجيش الثاني الميداني وتعييني محافظا.
في 8/1/ 2000 رحل القائد الذي سيظل أحد رموز الوطنية والعسكرية المصرية وستبقى ذكراه شاهدة على وحدة هذا الوطن وعظمة نسيجه مسلمين وأقباط .
التعليقات مغلقة.