بسيوني الجمل :
نظمت لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ندوتها لشهر يوليو ٢٠٢٤ م ، بعنوان «الكنيسة القبطية وارثة الحضارة المصرية القديمة» ، أكدت فيها أن المؤرخين أجمعوا على أن المصريين هم من قسم الزمن ، وأول من ابتدع حساب السنة وقسموها إلى اثنى عشر قسما بحسب ما كان لهم من معلومات عن النجوم ، وكان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يوما ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكى يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية.
بدأ الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس اللجنة الندوة بالتهنئة بالعام الهجرى الجديد ١٤٤٦ هجرية ، أوضح أن كلمة القبط ليست تسمية دينية بل تسمية وطنية تعود لعبارة فرعونية تتألف من ثلاث كلمات «حت – كا – بتاح» ومعناها بيت روح بتاح ، والمقصود معبد الإله بتاح في مدينة ممفيس عاصمة مصر الفرعونية التى كان ينتسب لها أجدادنا القدماء ، كما ننسب الٱن للقاهرة التى نسميها أيضا مصر.
أكد ما ذكره العلامة جمال حمدان في كتابه «شخصية مصر» أن مصر ليس لها مشكلة طائفية ولا عانت مشكلة أقليات ، إلا أن تكون من صنع ووهم الاستعمار أو من افرازات عصور الانهيار والانحطاط السياسى ، فالوطن ساحة رحبة ومجالا مفتوحا يعمل فيه كل المواطنين متضامنين لتحقيق الأمن والرخاء ، وأن الحياة العامة في مصر بها قبول بالسليقة للوحدة ناتج من وحدة الأمة المصرية منذ ٱلاف السنين.
قدم الكاتب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة الراهب القمص يسطس الأورشليمى الكاتب والباحث في التاريخ والتراث المصرى والذى صدر له خمسة وعشرون كتابا وأكثر من سبعين بحثا.
اتفق الراهب والقمص يسطس الأورشليمى مع ما قاله الكاتب والأديب عبدالله مهدى بشأن تعريف كلمة «القبط» وخلاصتها قبطى مصرى وأنها ليست تسمية دينية ولكنها تسمية وطنية ، واتفق أيضا مع ما قاله عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر» بأن الكنيسة القبطية مجد مصري قديم ، والحضارة الفرعونية ممتدة في الكنيسة القبطية ، فالحضارة الفرعونية امتدت في حياة أحفادهم الأقباط اليومية وفي كتاباتهم ونظم تسجيلاتهم وعلومهم والفنون والأدب القبطى ولغتهم القبطية التى هى المرحلة الرابعة من تطورات اللغة المصرية القديمة.
أكد يسطس الأورشليمى أن العلماء وأهمهم أوتكينج كشفوا في بحوثهم أن الأقباط لم يحافظوا على بعض ميزات الجنس المصرى الأصيل فحسب ، بل احتفظوا إلى الٱن بالسحن المصرية القديمة وكان اختلاطهم بالأجناس المختلفة قليلا لم يؤثر فيهم ومما أدهش علماء الأجناس الذين أثبتوا أن مقاييس الرأس والقامة تكاد تكون متماثلة تماما بين المومياء المصرية القديمة وهياكل العظام في العصور الأولى وبين أقباط اليوم ، وبالتالى فإن القبط من ناحية الجنس سلالة مباشرة لقدماء المصريين.
أما عن الموسيقى والألحان فأوضح يسطس بأن الموسيقى القبطية هى الوريث الشرعى للموسيقى المصرية الفرعونية وأن هناك ألحان تحمل أسماء مدن مصرية قديمة على سبيل المثال : السنجارى :
الذى يرتل في الأعياد ينسب لمدينة سنجار شمال محافظة الغربية ، وعرفت أيام رمسيس الثانى.
توقف يسطس الأورشليمى مع الأدب القبطى وأكد أن العالم القبطى ديديموس الضرير الذى عين مديرا للمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية في القرن الرابع الميلادى أول من ابتكر وسيلة لتعليم القراءة للعميان بطريقة الحروف المحفورة على ألواح خشبية ، ليسبق بخمسة عشر قرنا اختراع «برايل» لطريقة القراءة بالحروف البارزة ، وبالرغم من انصراف الأقباط عن تدوين الٱداب القبطية في العصور الأولى لغلاء ورق البردى إلا أنه تم العثور على الكثير من الرسائل والوثائق القبطية عن الأدب القبطى الدينى والشعبى.
أوضح أن العادات والتقاليد كان لها نصيبا وافيا من هذا التواصل بين الحقبة الفرعونية والحقبة القبطية ، عادات خاصة بالجنازات وعادات مرتبطة بالزواج وعادات الحصاد والطلعة والسبوع وغيرها.
اختتمت الندوة بفتح باب النقاش بين الحضور وضيف شرف الندوة الراهب والقمص يسطس الأورشليمى الذى دار في فلك أن الحضارة المصرية القديمة فاعلة فينا حتى الٱن.
قدم الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة شهادة تقدير وشكر للراهب والقمص يسطس الأورشليمى نظير مساهماته في نشر الوعى بالحضارة المصرية القديمة وتدعيم ذاتنا الحضارية.
التعليقات مغلقة.