الكنيسة القبطية تعلن وقف الصلوات بالكنائس حتى 27 يونيو المقبل
في إطار جهود الوقاية من وباء كورونا،أعلنت الكنيسة القبطية في مصر،اليوم السبت، استمرار وقف الصلوات بالكنائس حتى 27 يونيو المقبل، مع استثناء قداس عيد دخول المسيح أرض مصر (1 يونيو) وقداس عيد العنصرة (7 يونيو)،
وجرى استثناء القداسين في مصر من إجراء وقف الصلوات، لأنهما يقامان بستة أفراد فقط من الكهنة والشمامسة.
وقالت الكنيسة فى بيان لها “استمرار تعليق الصلوات بالكنائس حتى يوم السبت 27 يونيو على أن تنعقد اللجنة مرة أخرى في هذا التاريخ لدراسة الموقف، وكاستثناء يسمح بإقامة قداس عيد دخول السيد المسيح أرض مصر يوم الاثنين الموافق 1 يونيو بعدد ستة أفراد فقط من الكهنة والشمامسة معًا، وأيضا قداس عيد العنصرة الأحد 7 يونيو بنفس العدد”.
فضلا عن ذلك، يتواصل العمل بالقرار الخاص بصلوات الجنائز، والذي يقصر المشاركة في الصلوات على أسرة المتوفى ويفضل الصلاة علي المتوفى بالمدافن وتقام معموديات المواليد الجدد بالكنائس بحضور الأسرة فقط.
وبشأن الطائفة الإنجيلية في مصر، قرر المجلس الملي الإنجيلي ورؤساءُ المذاهب الإنجيلية الاستمرار بالالتزام الكامل بالقرارات السابقة، بشأن تعليق كافةِ الأنشطة، والالتزام باتخاذ الإجراءاتٍ الاحترازية لحين قرار فتح دور العبادة مع تشكيل لجنة لإعداد خطة لعودة فتح الكنائس تشمل جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية الواجب توفرها لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
ماهو قداس عيد دخول المسيح أرض مصر
استغرقت زيارة العائلة المقدسة إلى مصر 3 سنوات، وقد رصد البابا ثاؤفيلس، البطريرك رقم 23 في كرسي الكرازة المرقسية بمصر بين 385 و412م، وفق مخطوطة “الميمر”، أهم المحطات الرئيسية في رحلة العائلة، بدايةً من “الفرما” والتي كانت تُعرَف بـ”البيليزيوم”، وهي المدينة الواقعة بين العريش وبورسعيد حالياً، حتى جبل “قسقام” بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، حيث رجعت مرة أخرى إلى فلسطين بعد وفاة الملك هيرودس.
وبعد عبور العائلة المقدسة سيناء والوصول إلى “الفرما”، اتّجهت إلى المحطة الثانية وهي “تل بسطا”، بالقرب من الزقازيق، و”بسطا” هي النطق الهيروغليفي لكلمة “باستت”، ومعناها بيت الإله باستت، ثم “بلبيس” وتوجد بها شجرة استظلت تحتها السيدة العذراء، ثم “منية جناح”، وهي منية سمنود حالياً، ومنها عبرت العائلة البحر إلى “سمنود” و”البرلس”، واتجهت بعدها إلى “سخا إيسوس”، مدينة سخا حالياً في محافظة كفر الشيخ شمال مصر.
ذهبت العائلة لاحقاً غرباً نحو “وادي النطرون”، والذي صار إثر ذلك مركز تجمع رهباني كبير تحت اسم “برية شيهيت”، المهد الأول للرهبانية في العالم.
ووصلت العائلة المقدسة إلى عين شمس أو مدينة “أون”، المعروفة بـ”هليوبوليس”، ومكانها منطقة “المطرية” في القاهرة حالياً، والتي كانت قديماً مركزاً ضخماً لعبادة الإله رع، إله الشمس عند المصريين القدماء.
ويُقال إن المسيح أنبع فيها عين ماء وباركها، وغسلت مريم العذراء ملابس المسيح في هذه البقعة، ثم صبّت الماء على الأرض فأنبتت شجرة بلسم.
وتستخدم خلاصة البلسم في إعداد زيت “الميرون المقدس” الذي يُستعمل في الكنائس حتى اليوم.
وتوجه السيد المسيح والسيدة مريم العذراء بعد ذلك إلى مصر القديمة، حيث سكنا بالمغارة التي توجد حالياً تحت كنيسة “أبوسرجة” على أطلال “حصن بابليون”.
ومن هناك ركبا مركباً إلى الجنوب، وتحديداً “البهنسا” بمركز بني سويف حالياً، واتجها إلى محافظة المنيا ثم عبرا نهر النيل إلى الضفة الشرقية حيث “جبل الكف”، الذي انطبع فيه كف المسيح، وبعدها إلى “الأشمونيين” بمدينة ملوي.
وتنقّلت العائلة المقدسة من المنيا إلى أسيوط، إذ مكثت هناك أكثر من 6 أشهر، وهي أطول فترة قضتها في أي مكان في مصر.
وزارت أيضاً “فيليس”، وهي مدينة ديروط الشريف حالياً، وبعدها اتجهت إلى القوصية، ومنها إلى ميرة ثم إلى “جبل قسقام”، وفي نفس المكان المقام فيه حالياً دير السيدة العذراء الشهير بـ”المحرق”، ومن هناك عادت العائلة المقدسة مرة ثانية إلى فلسطين، وسلكت نفس المسار تقريباً، بعد أن قضت في مصر 3 سنوات.
ويمثّل مسار العائلة المقدسة أهمية خاصة للسياحة الدينية الداخلية في مصر، حيث تعدّ المحطات الرئيسية التي باركتها العائلة المقدسة في الإقامة بها أعياداً ومناسبات واحتفالات شعبية طوال العام.
واعتمدت وزارة السياحة المصرية المرحلة الأولى التجريبية من المسار في 5 مواقع أثرية، كما استقبلت العام الماضي وفدين من الفلبين والهند، وزار وفد إيطالي مسار العائلة المقدسة في يونيو/حزيران 2018.
وأعلن بابا الفاتيكان بداية إدراج مصر ضمن برنامج حج الفاتيكان، كما تقوم وزارة الآثار بإعداد لجنة مسؤولة عن الترويج والإعلان للمسار ضمن المشروعات التراثية لمنظمة اليونسكو.
ويشمل مشروع المسار 31 موقعاً ذهاباً وإياباً، حدّدها رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، في وزارات السياحة، والآثار، والتنمية المحلية، والثقافة المصرية منذ 2014، بغية سرد تفاصيل الرحلة التي تقدّر مسافتها بنحو 2000 كم.
ويوثق المسار الرحلة التي بدأتها العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر مدينتي العريش ورفح، ومحطاتها داخل القاهرة في مناطق مصر القديمة والمعادي وعين شمس والمطرية والجيزة، مروراً بمناطق دلتا مصر ووادي النطرون شمالاً، وصولاً إلى كنائس وأديرة الصعيد في أسيوط والمنيا، مستهدفاً 2.3 مليار مسيحي حول العالم.
وفي 2018، نجحت مصر في إتمام جزء من المرحلة الأولى للمشروع وتجهيزه لاستقبال السائحين والزوار.