الكاتب الكبير عاطف مصطفى يكتب عن كنوز المعرفة ودقيقة فقهية
دقيقة فقهية وكنوز المعرفة نقلة تجديدية بإذاعة القرآن
بقلم الكاتب الصحفي/ عاطف مصطفى
مدير تحرير مجلة الهلال سابقا
المستشار الإعلامي لرابطة الجامعات الإسلامية
بعد النجاح الكبير لبرنامج دقيقة فقهية بإذاعة القرآن الكريم من القاهرة والذي يقدم معلومة فقهية مركزة وبشكل عصري وقصير، تجيب على كل ما يدور في عقول كثير من المستمعين بلغة رشيقة مفهومة، من خلال تمازج الخبرة الإعلامية الطويلة مع الخبرة الفقهية والإفتائية للدكتورين الفاضلين مجدي عاشور وحسن سليمان..
تواصل إذاعة القرآن الكريم مسيرتها بمزيد من الألق بعدة برامج مهمة جدا كـ: منبر الفكر، وهذه حضارتنا، والإسلام والحياة، والمجددون في الإسلام، وسيرة ومسيرة، وفي رحاب القرآن الكريم، وفي رحاب الهدي النبوي، ومن المكتبة الإسلامية، وبريد الإسلام.. وغيرها كثير..
أما البرنامج الذي لفت أنظار كثير من المستمعين والذي يأتي في إطار التجديد والخروج عن النمطية والتقليد ويغوص في كنوز التراث الإسلامي، بلغة رشيقة ليقدم للمستمعين كنزا معرفيا جديدا ومتنوعا كل يوم، يسهم في إثراء المكون المعرفي لدى المستمعين، ويبرز جانبا من جوانب العظمة في حضارة المسلمين، ويربط الشباب بهويتهم الدينية والوطنية، ويجدد في الخطاب الديني بشكل عصري غير ممتهن، وهو برنامج (من كنوز المعرفة).
هذا البرنامج الذي تعرفنا من خلاله على موضوعات حيوية متعددة مثل: كيف ابتكر علماء الاسلام الأوائل كابن سينا وابن رشد وابن خلدون وغيرهم المنهج العلمي، ومعني المواطنة وأهميتها في حياة الناس، ومفهوم الأمن وأساليب التضليل الفكري، والمناسك الاسلامية كموسم الحج وغيره، واللغة العربية وجمالياتها، وأهم الأخطاء الشائعة في نطقها، ومعاني المفردات الصعبة، وأهم الشخصيات التاريخية التي أثرت الحياة، والفوائد العلمية لبعض النباتات الطبية من خلال أقوال النبي الكريم والعلم الحديث وأهم الأخطاء الشائعة في استخدامها، وأهم القصص التراثية والدروس المستفادة منها، وأسرار تسمية الشهور العربية والأيام وغيرها، وأسرار الكون وإعجاز الخالق في خلقه، وأروقة الأزهر كيف بدأت ودورها المحوري في التفاعل الحضاري… وغيرها كثير من خلال نخبة من المفكرين والعلماء والمشايخ والأطباء وعلماء الجغرافيا والجيولوجيا وعلماء النفس والمؤرخين وغيرهم..
ويمتاز البرنامج بالتركيز والإيجاز والعصرية وشمولية المعرفة التي تُضفي عليه من عنوانه “من كنوز المعرفة”، نوعا من الشمول، فلا يقتصر على جانب من جوانب المعرفة، وإنما تجده في تناوله للموضوعات بلا سقف وهذا يلفت نظرنا إلى العبء الذي يقوم به القائمون على البرنامج..
وهكذا تظل إذاعة القرآن الكريم من القاهرة هي منبع الفكر الديني الأصيل، ومنبع التجديد والتعاطي مع معطيات العصر ومستجداته، فمن حق ديننا علينا أن نبلغه على أفضل وجه، لنضمن بلوغ الهدف ومن الحكمة والبصيرة أن يكون خطابنا مناسبًا للمستمعين ومؤثرًا فيهم.. باستخدام العلم كل العلم في خدمة قضايا الفكر الديني، لاسيما وأن الخطاب الديني الصحيح والمؤثر والمناسب للمتلقين هو صمام أمان المجتمع
وتظل إذاعة القرآن الكريم بما تقدمه من علم نافع وفكر بانٍ في قوالب إعلامية جديدة ومتجددة ومبدعة، مصر إلهام لجميع الإذاعة النظيرة حول العالم؛ لتظل لمصر الريادة والقيادة في شتى المجالات.
فتحية.. تحية لإذاعة القرآن الكريم وتحية لقائدها الهمام الدكتور/ حسن مدني وتحية لفريق برنامج من كنوز المعرفة ونخص بالذكر الأستاذة/ أمل سعد معدة البرنامج…. وتحية إعزاز وتقدير لقيادة الإذاعة وعلمائها ومذيعيها ورجالاتها وسيداتها ومهندسيها وشتى العاملين فيها على هذه الإبداعات المتواصلة في خدمة الدين والوطن والإنسانية.