مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
محافظ البحر الأحمر : انتشار سيارات الإسعاف بجميع الطرق الرئيسية بالمحافظة لحين عودة الشبكات  وزارة الطيران:نتيجة لحدوث عطل مفاجئ في شبكة الاتصالات والانترنت تأخيرات محدود في مواعيد اقلاع حركة ا... "القومي لتنظيم الاتصالات" يؤكد السيطرة على حريق سنترال رمسيس وجاري إجراء عمليات التبريد اللازمة سفارة فلسطين تستضيف اجتماع الغرف التجارية القادمة من قطاع غزة علماء الأزهر في ندوة بالأسبوع الدعوي: الأخوّة التي أرساها النبي ﷺ شكَّلت حجر الزاوية في بناء الأمة و... وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ القاهرة عمليات إخماد حريق سنترال رمسيس   وزير الرياضة يلتقي رئيس اتحاد الاسكواش وأعضاء اللجنة الفنية وزير الثقافة يصل معهد الموسيقى العربية ويؤكد سلامته والعاملين به بعد حريق سنترال رمسيس بسبب حريق سنترال رمسيس .. أرقام بديلة للتواصل في حالات الطوارىء بمحافظة أسوان ضبط سيارة محملة بكمية من الأسمدة المدعمة قبل بيعها لأحد المخازن بالبحيرة

الكاتب العراقي ومحنة طباعة الكتب

بقلم الكاتب- اسعد عبدالله عبد علي:

كانت مسألة طباعة الكتب قبل عام 2003 تحتاج لموافقات امنية خاصة, ومراجعة الرقيب لادق تفاصيل الكتاب, وحسب مزاجيات الرقيب يمر الكتاب او لا يمر, واذا تجرأ الكاتب وطبع من دون موافقة امنية يعد خارجا على النظام! وساعيا لخراب حزب البعث والثورة العفلقية, وبسبب قمع الحريات كان الكاتب العراقي محدد بسقف معين من الافصاح عن مكنونات نفسه, فقط كان الباب مفتوحا على مصراعيه الى جوقة البعث من شعراء والكتاب بلباس زيتوني, حيث اصبحوا مجرد ادوات للترويج لنظام الحكم وتلميع صورته, ومن يكتب يجب ان يبتعد عن اي نقد لنظام الحكم او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي, حتى لو كان تلميحا, والا يكون في انتظاره قرار بالإعدام ومشنقة, كما حصل مع الشهيد الكاتب حسن مطلك.

مع حلول نيسان من عام 2003 حصلت زوبعة كبيرة للطباعة, بعد عقود من قيود نظام الحكم الذي قيد الحريات, لكن بقي الكاتب مقيد يصعب عليه طبع منجزه!
· الطباعة المدعومة مخصصة لجماعات معينة

اصبحت الطباعة المدعومة مخصصة لاسماء معينة فقط, حسب الولاء الحزبي ومدى ارتفاع نسبة التملق, او ان يكون له تاريخ اسود في الانتماء لحزب البعث, مما جعل المؤسسات الداعمة للطباعة تتبنى اسماء معينة, فقط هذه الفئة تهيئ لها المطابع المجانية, وتطبع كتبهم الرديئة وتوزع في المنافذ الرسمية, مع رداءة نتاجهم المعرفي والثقافي والادبي, ومصير هذه المطبوعات ان ترمى في اقرب سلة نفايات, لكن هو جزء من الفشل العام الذي يغرق به البلد, مما جعل البيئة الادبية والثقافية ملغومة بالتافهين وذيول الجهات الخارجية, واعطى صورة سيئة للعالم الخارجي عن ما يطبع في العراق.

اليوم يجب تصحيح هذه القضية عبر تغيير المسؤولين عن هذه الجهات الداعمة للطباعة المجانية, ودعوتهم لتصحيح الامر, ليكون نتاج هذه المؤسسات فقط الجيد والذي يستحق ان يطبع ويصدر للقراء.
· دور الطباعة واستغلال الكاتب

قد يهمك ايضاً:

نعمة الوطن… كنز منحه الله للإنسان ومسؤولية الحفاظ عليه…

عماد السعدني يَكتُب: “رسالة إلى الوالي” هُناك…

اكثر معاناة الكاتب هو استغلال دور الطباعة لحاجة الكاتب, فتفرض عليه شروطها, مثلا يجب ان يطبع الف نسخة, وان يتحمل كافة مصاريف الطباعة, وتكون دار الطباعة غير مسؤولية عن التوزيع او التخزين, والا يرمى كتابه في اقرب مكب للنفايات.

بل ان بعض الدور تستغل حاجة الكاتب وتطبع الكتاب وتفرض عليه في العقد انه يبيع حقوق الكتاب لهم, ولا يملك اي حق في ايرادات بيع الكتاب, ولا في عدد الطبعات التالية للكتاب, فقط تعطيه الدار 30 نسخة من الكتاب وهذا كل حقه المتاح بحسب العقد.

بل ان بعض الدور تستغل طيبة الكاتب وتسرق نتاجه, وتطبعه باسم من يدفع اكثر, من دون ان تخبره او في احوال افضل تعطيه مقابل مادي مخجل, لذلك اليوم يكثر الجهال الذي طبعت الكتب باسمهم! وهم مجرد جهلة يملكون المال.

نتمنى ان تنتهي هذه الحالة وتصبح دور الطباعة اكثر نبلا ونزاهة, وتتوقف عن استغلال حاجة الكتاب, وتتعامل مثل باقي العالم باحترام وتقدير مع الكاتب.
· غياب مؤسسات التسويق

يعاني الكاتب المسكين والذي يطبع كتابه على حسابه الخاص من مسالة توزيع الكتاب, فاغلب دور الطباعة تطبع مقابل المال فقط, وتترك مسالة توزيع الكتاب على الكاتب, فيصبح هو المسؤول الرئيسي عن وصول كتابه الى القراء, وعليه ان يزور المكتبات واهل البسطيات ويعرض عليهم كتابه, عسى ان يعرضوه في مكتباتهم وبسطياتهم مقابل فرق في سعر البيع لصالحهم, واغلب الكتَاب يفشلون في مسألة الترويج للكتاب, لانه يحتاج لتخصص وخبرة ومهارة وفريق عمل, مما يجعل مصير الكتاب التكديس في المخازن ثم الحرق.

نحتاج الى مؤسسات تهتم بالتوزيع او منافذ لتسويق الكتب, فيتفرغ الكاتب للجهد الابداعي, بدل ان يضيع وقته في محاولة تسويق كتابه.