بقلم – أحمد إبراهيم زينب
و غادر العمق و الهدوء مدائن الأحاديث و الأحرف و الكلمات فأصبحت مجرد لغة خرساء تلوكها أفواه بكماء .. و إنطفأ فانوس الحكمة و الصفاء من العقول و القلوب فصارت الأعين ضريرة عمياء و باتت خرائط القلب وكرا للدهاء و مربضًا للجفاء .. فأي زمان هذا الذي تسير فيه السفاسف و الإمعة بِرضًا و خُيلاٙء و جل ميادنه تحكمها الشحناء و البغضاء و يحتلها الموات و الهراء و الخواء .
إننا لسنا بكائنات باليه تحيا فقط لتجتر و تتكاسل و يزدريها القعود و الشلل .. بل نحن أرقى من ذلك فنحن مخلوقات سامية الحقيقة و الهوية .. خلقت لتتحدى و تبني و تقهر اليأس و الملل و في كل عثرة و سقطة لا تنحني أو تنكسر بل تتحلى بالأمل و الإيمان و تواصل المثابرة و العمل إلى أن تحقق ما تريد و إلى غايتها تصل.