القمة الإفريقية الاستثنائية وطريق التكامل الاقتصادي
بقلم – محمد الفرماوي
تأتي القمة الاستثنائية الثانية عشر للاتحاد الإفريقي برئاسة جمهورية مصر العربية في النيجر ,في الوقت الذي تسعي فيه مصر الي ترسيخ أواصر العلاقات مع الدول الإفريقية سواء على المستوي الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي, وغيرها ,وقد شهدت القمة حضوراً هاماً للقادة الأفارقة سواء علي المستوي الرئاسي أو رؤساء الحكومات.
وقد شهدت القمة برئاسة مصر إطلاق حدث هام من الأحداث الاقتصادية,تمثل في إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية, والتي تعد خطوة هامة على طريق الاندماج الاقتصادي الأفريقي, وتشمل اتفاقية المنطقة الحرة عدد من البنود من أبرزها تحرير التجارة, وقواعد المنشأ, وتطوير نظام المدفوعات والتسويات.
ومرت اتفاقية المنطقة التجارية الحرة بعدد من المراحل , بدأت بالاعلان عن التعاون في منطقة التجارة الحرة الافريقية في العاصمة الرواندية كيغالي عام 2018 ,ثم دخول الاتفاقية حيز التنفيذ فى 30 من مايو الماضي,حتي وصل عدد الدول التي صادقت على الاتفاقية ما يقرب من 44 دولة افريقية ,ويسعي هذا المشروع الاقتصادي الى إزالة الحواجز الجمركية بين الدول الاعضاء فى الاتحاد الافريقي,والذي بدورة يسهل عملية التبادل التجاري داخل القارة, التي أضحت تشكل سوق إقتصادي كبير تزيد قوته البشرية عن مليار نسمة.
هذا وتعد هذه القمة فرصة لجمع التمويلات لتفعيل منطقة التجارة القارية الافريقية,وتسهم في زيادة حجم التجارة بين الدول القارة بنسبة 60% بحلول عام 2022,ويتنافس على استضافة مقر منطقة التجارة الحرة كل من مصر وكينيا وغانا ومدغشقر,بعد انسحاب كل من اثيوبيا والسنغال.
وقد عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال رئاسته للقمة على أن دول القارة تسعي الى بناء اقتصادي تكاملي ,بما فى ذلك تحقيق أجندة إفريقيا 2063 , من أجل تحقيق نمو إقتصادي لدول القارة, وقد إعتبر الرئيس السيسي أن إنشاء منطقة التجارة الحرة الافريقية حدثا عالميا هاما من الناحية الديموغرافية والافاق الاقتصادية .
ولم يكن الملف الاقتصادي هو الوحيد الذي شغل القادة الافارقة فى القمة,بل جاء جدول القمة متضمناً عدد من الملفات الأخري الهامة ومن ابرزها المواضيع الامنية وبخاصة الخطر الارهابي الذى بات يهدد العالم وليس افريقيا فقط وضرورة التكاتف من أجل مكافحته والقضاء عليه.
إيضاً ناقشت القمة موضوع تطوير آليات الاصلاح الهيكلي والمؤسسي للاتحاد الافريقيى من أجل مواكبة التطورات المتلاحقة فى العلاقات الدولية.
إن الالتقاء الافريقي من خلال منظمة الاتحاد تعد من أهم الادوات الهامة لازابه الخلافات ,وترسيخ مبدأ التفاهم بين دول القارة, وهو ما لا يدع الاجندات الخربة من النفاذ الى العلاقات بين دوله,وتقليل فرص إفساد العلاقات بين الدول الافريقية ,وتسعي مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الى وضع إستراتيجية تكاملية بين دول الاتحاد أساسها التفاهم والتعاون ,ونبذ الخلافات والتطرف , وترسيخ الاستقرار والنمو الاقتصادي لدول القارة جميعهم, بما يعود على الجميع بالازدهار.