بقلم -بدر شاشا باحث
في وقتنا الحالي، أصبح القمار الإلكتروني يشكل ظاهرة متزايدة في المغرب، حيث يقضي العديد من الشباب، الشيوخ، وحتى الأطفال ساعات طويلة في التسلية عبر هواتفهم الذكية، سواء في منازلهم، المقاهي، أو حتى في الشوارع. لا يمكن تجاهل حقيقة أن هذه الظاهرة تتسارع بشكل لافت، رغم محاولات الجهات المعنية لاحتواء هذه المشكلة.
ما يثير القلق بشكل خاص هو توسع هذه الظاهرة بين فئات عمرية مختلفة، مما يعكس مشكلة أعمق تتعلق بإدمان التكنولوجيا وفقدان بعض القيم الاجتماعية. لم يعد القمار مقتصرًا على الكازينوهات أو الأماكن المخصصة له، بل أصبح متاحًا بسهولة عبر الإنترنت، حيث يمكن لأي شخص الدخول إلى مواقع القمار الإلكترونية عبر هاتفه المحمول أو جهازه الكمبيوتر في أي وقت وأي مكان.
هذه الظاهرة ليست مقتصرة على فئة الشباب فقط، بل تشمل أيضًا الأطفال والشيوخ. فالشباب قد ينجذبون إلى القمار كوسيلة للهروب من مشاكلهم اليومية، بينما قد يلجأ بعض الشيوخ إلى هذه الأنشطة بحثًا عن التسلية أو الانشغال في وقت الفراغ. كما أن هناك الأطفال الذين، نتيجة لضغط البيئة المحيطة أو جهل الأهل، قد يبدأون في ممارسة القمار الإلكتروني وهم في مرحلة مبكرة من حياتهم.
تتمثل المشكلة الرئيسية في أن القمار الإلكتروني يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة النفسية والاقتصادية للأفراد. فالإدمان على هذه الألعاب يؤدي إلى فقدان السيطرة على الميزانية الشخصية، كما يمكن أن يتسبب في تراكم الديون والمشاكل الأسرية. علاوة على ذلك، يؤدي القمار إلى تأثيرات نفسية سلبية مثل القلق، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية.
إن انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير يثير تساؤلات حول غياب الرقابة الفعالة على الإنترنت والمحتوى المتاح للمستخدمين في المغرب. ورغم جهود الحكومة وبعض الجمعيات للحد من هذه الظاهرة، إلا أن الإنترنت لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا في هذا المجال، حيث يصعب مراقبة وتقييد الوصول إلى مواقع القمار الإلكتروني.
لحل هذه المشكلة، يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر من قبل الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية لرفع الوعي حول مخاطر القمار الإلكتروني، وتوفير حلول بديلة للشباب والشيوخ للتسلية والترفيه. كما يجب على السلطات أن تضع قوانين وتشريعات أكثر صرامة لمنع مواقع القمار من التسلل إلى المجتمعات المغربية، وضمان تقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من الإدمان على هذه الظاهرة. القمار الإلكتروني يشكل تهديدًا حقيقيًا إذا لم يتم التعامل معه بحزم. وعلينا أن نتحرك بسرعة لوقف انتشاره في المجتمع المغربي، وحماية الأجيال القادمة من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة.
التعليقات مغلقة.