تقرير _آمنة عبد الباري: دافع قوي يجعلني أتمسك بالحياة رغم صعوباتها الكثيرة، ودعم أبي يدفعني إلى الأمام كلما أردت أن أتجاهل موهبتي التي لم تهتم بها المدارس وتعد لها مسابقات عديدة كبقية الفنون والإبداعات الآخرى،ولا أرسم فى عقلي سوى طريق واحد وهو طريق الطموح،وتحد الصعاب لكي أحقق ما أتمناه،واثقا بأن الله سبحانه وتعالى سيحقق لي آمالي لإنه على كل شيء قدير، بهذه الكلمات المؤثرة بدأ الأقصري سرد حكايته.
ويقول الطالب” محمد خالد عبد الوهاب” ابن قرية الضبعية التابعة لمركز ومدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، الذي يبلغ من العمر 18 سنة،أن والدي هو أول من اكتشف موهبتي فى الرسم منذ دخولي المرحلة الإبتدائية، عندما كنت أرسم بقلم الحبر على كراسة رسم،التي أعجب بها كثيرا،ثم أحضر لي قلم رصاص وطلب مني أن أرسم به أى شيء حتى أُُنَمِّي موهبتي،ثم أخذت أطور من نفسي،وأرسم بالألوان،مما جعل العديد من زملائي ومعلمي يشهدوا ببراعتي فى الرسم.
وأوضح الفنان” محمد” فى تصريح خاص ل”مصر البلد الإخبارية” أنه كان يقضي معظم وقته فى الرسم،بدون اللجوء لأي كورس من الكورسات،ولم يجعل لمذاكرته إلا وقتا قليلا من اليوم،حيث كان شغله الشاغل هو الفن والإبداع والإبتكار الجديد وتنمية موهبته التى شهد له ببراعته وإتقانه فيها جميع من يراه، لافتا إلى أنه كان يذهب إلى العديد من المنشآت الحكومية، من أجل تنمية فنه وتطويره،حيث أصبح يرسم بالفحم أشخاصا وبورتريهات وكاريكاتير ،ثم دخوله العديد من المساباقات بقصر ثقافة الأقصر،وبمركز شباب الضبعية،و بقصر ثقافة القرنة، وبمركز شباب المريس.
وأشار الرسام الأقصري إلى أنه عقب انتهائه من المرحلة الإعدادية قدم على الثانوية العامة وظل بها سنة وكان متفوقا بها ولكن حول منها إلى الثانوية الفنية كي يتفرغ للرسم فقط الذي هو يعشقه بكل ما تحمل الكلمة من معاني، لافتا إلى أنه يعمل قصارى جهده حتى يوفق بين دراسته وبين رسمه كي يحصل على مجموع يستطيع من خلاله أن يدخل كلية الفنون الجميلة ،التى يكمل من خلالها مسيرة حياته التى بدأها حتى وإن اضطره الأمر إلى أن يسافر الخارج من أجل أن يصبح رساما عالميا سيفعل ذلك مؤمنا بأنه لا يوجد شيء يسمي بالمستحيل.
ولفت “ابن القرنة” إلى أن هناك من كان يدعمه معنويا غير والده،وهم أسرته وأصدقائه منذ أن رأوا رسوماته الجميلة،موضحا أنه كان يدخر جزء من مصروفاته عقب دخوله المرحلة الإعدادية لشراء ما يحتاج إليه من ألوان وصلصال وغيره فى رسوماته حتى لا يثقل على والده فى متطلباته،بينما لم ينسى دعم استاذه “محمود هنداوي” مدرس التربية الفنية للمرحلة الإبتدائية بالقرنة،الذي كان يطلب منه أن يعرض رسمه على الصبورة وهو فى الصف الرابع الإبتدائي حتى يبهر الجميع برسوماته الجذابة التى لا يستطيع إظهارها هكذا فى ثوب جميل إلا “فنان بارع” ومتقن فى مهنته مثل زميلهم محمد ، ويجعل زملاؤه يشجعونه على الإبداع أكثر وأكثر.
وأضاف ” الصعيدي المبتكر” أنني ذهبت إلى إحدى الفنادق السياحية بالغردقة وعملت به رساما،فى 17 سنة من عمري، حيث قمت برسم العديد من البورتريهات بالفحم، والتي عندما رآها الأجانب أخذوا يصيحون بحياكة هذه الرسومات الخلابة التى تسحر الأنظار من شدةجمالها وإبداعها، مما جعلهم يلتقطوا لها الكثير من الصور، مشيرا إلى أنه عاد إلى بلدته عندما جاءت كورونا التي استوقفت الفنادق واغلقت المحلات والمدارس، وتوقفت المسابقات والنشاطات،وأصبح لا يوجد أمامه سوى السويشال ميديا أن يعرض عليه رسوماته متنمنيا وجود مسابقة أو تقدير من مراكز الشباب لهذا الفن وعمل مكان خاص بالرسم لكل طالب لديه موهبة الرسم ومحاولة تطويره،كما هو الحال بفرنسا وغيرها من الدول التى يقدرون الفن والفنانين.
واختتم ابن القرنة حديثه بتمنيه أن مراكز الشباب تهتم به وبمن مثله من الطلاب الذين لديهم مواهب مختلفة فى صعيد مصر، ويتجاهلوها لعدم تقدير الغير لهم، ثم إفتتاحه معرض خاص به يعرض عليه رسوماتها التي يرسمها بأكثر من أداة، متوجها بالشكر لوالده وأسرته وأصحابه ومعلمه، وجميع من ساندوه ووقفوا معه حتى جعلوه يصل إلى هذه المرحلة من النجاح.