كتب: أحمد آدم
هو الذى حينما مات ، جاء القائد “الفونسو” إلى قبره ونصب عليه خيمة كبيرة، فيها سرير من الذهب، ونام عليه هو وزوجته. وقال : «أما ترونني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب وجلست على قبر أكبر قادتهم» فرد علية أحد الموجودين : «والله لو تنفس صاحب هذا القبر ما ترك فينا واحداً على قيد الحياة، ولا استقر بنا قرار»!
فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى أمسكت زوجته بذراعه، وقالت : «صدق المتحدث، أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !! والله إن هذا ليزيده شرفاً، حتى بموته لا نستطيع هزيمته، والتاريخ يسجل انتصاراً له وهو ميت، قُبحاً بما صنعنا وهنيئاً له النوم تحت عرش الملوك».
ذلك الشخص هو ” الحاجب المنصور ” هو محمد بن أبي عامر أمير الاندلس ، غزا اكثر من ٥٠ غزوة في سبيل الله وانتصر فيها جميعاً، وما نكست له رايه قط، ووصل بفتوحاته أراضي لم تطأها أقدام قائد مسلم قبله !
وكانت أكبر انتصاراته غزوة «ليون»، حيث تجمعت القوات الأوروبية مع جيوش ليون، فقُتل معظم قادة هذه الدول، وأُسرت جيوشهم، وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة.
كان ينزل من علي الجواد ويمتطي جواداً آخر للكرامة.
وكان يدعو الله أن يموت مجاهداً لا بين غرف القصور.
وقد مات كما يتمنى، إذا وافته المنية وهو في مسيرة لغزو حدود فرنسا.
كان عمره حين مات 60 سنة، قضى منها أكثر من 25 سنة في ساحة الجهاد والفتوحات.