مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الفن و الثقافة وسيلتان لتعليم أكثر كفاءة و فاعلية

182

بقلم الباحثة- نورهان عصام الدين:

مع هذه الاجواء الشتوية و قرب انتهاء عام ٢٠٢٣ و بداية عام جديد ٢٠٢٤

دعونا نحتسي سويا كوبا من القهوة الساخنة و نقرأ هذا الخبر الفريد من نوعه و الذي يعد نموذج يحتذي به كتجربة عملية يمكن من خلالها تطوير و تفعيل أساليب التعليم للإرتقاء بمستوي المتعلمين في مجالات العلوم المختلفة

و هي تجربة المركز الثقافي الإندونيسي بالدقي بمصر و الذي أعلن هذا العام عن مسابقة البحث عن المواهب

PUSKIN Cari Bakat

كان خبر إعلان هذه المسابقة بالنسبة للطلاب بمقثابة الإعلان عن رحلة إلي إندونيسيا فعلي الجميع الإستعداد و حزم أمتعته

كانت التصفيات الأولية لهذه المسابقة تنافس ٢٥ متسابق من المستوى الأول يوم الإثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣

تنافس ٣٥ متسابق من المستويات من ٢ الي ٦ يوم الثلاثاء ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣

و من هذه التصفيات الأولية و التي بدأت حوالي الساعة ٤ عصرا و استمرت الي الساعة ٨ مساءا

تم تصعيد ١٩ متسابق للتصفيات النهائية

حيث كانت التصفيات النهائية يوم الخميس الموافق ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣

بتشريف و حضور سعادة مستشار التعليم و الثقافة الإندونيسي بمصر  والسيد الأستاذ الدكتور بامباج سوريادي والأستاذ آمين الملحق الثقافي و الإجتماعي

والأستاذ إيوان رئيس المركز الثقافي الإندونيسي والأستاذة سينتا قسم التوظيف السياسي

اعرب فضيلة الدكتور بامباج سوريادي عن سعادته العارمة و التي لا توصف لرؤيته   مدي سعادة و حماسة و فرح الدارسين بما يقدموه و تفاعلهم الطيب سواء كمتنافسين بالمسابقة او كضيوف شرف لحضور فاعليات المسابقة

كما أعرب سيادته عن مدي شكره و تقديره للمجهود الذي بذله الأساتذة و لجنة التحكيم لإنجاح هذه المسابقة التي شعارها

(البحث عن طلاب متفوقين موهوبين في مختلف مجالات المسابقة )

الجدير بالذكر ان المسابقة لم تقتصر فقط علي طلاب المستويات المتقدمة او المتوسطة

بل كان لجميع الطلاب حق الاشتراك بالمسابقة من طلاب المستوي الأول حتي المستوي السادس

و كذلك لم يكن هناك شرط سن معين او درجة أكاديمية او علمية معينة

بل كانت دعوة من القلب

كتبها المركز الثقافي الإندونيسي لطلابه الدارسين

دعوة للحب للابداع للابتكار

لتقديم ما هو مختلف و مميز دون أي قيود و عوائق

دعوة لتوثيق علاقات المحبة و الود بين البلدين من خلال تقديم عروض ثقافية فنية متنوعة مختلفة بطريقة مبتكرة و متميزة

جاءت التصفيات النهائية مقسمة الي ثلاث مستويات

المبتدئي المتوسط المتقدم

وكانت مجالات التنافس في هذه المرحلة

1. مسابقة رواية القصص الشعبية

2. مسابقة لعب الأدوار أو الدراما

3. مسابقة إضفاء الطابع الموسيقي على الشعر الإندونيسي

4. مسابقة غناء الأغنية الإندونيسية

5. مسابقة إلقاء الخطبة باللغة الإندونيسية

6. مسابقة الكوميديا الارتجالية أو كوميديا الوقوف

7. مسابقة قراءة الشعر باللغة الإندونيسية

8. مسابقة قراءة التقارير الإخبارية

قد يهمك ايضاً:

الدارك ويب

9. مسابقة الرقص التقليدي الإندونيسي

10. مسابقة تبادل أبيات شعرية باللغة الإندونيسية

و بتنوع و تعدد مجالات التنافس الملحوظة يتضح مدي ثراء الثقافة الإندونيسية بالفنون المتنوعة المختلفة و كذلك يتضح لنا مدي حرص المركز الثقافي الإندونيسي علي إثقال مهارة و كفاءة طلابه بإطلاعهم علي هذه الفنون المختلفة من خلال إقامت فاعليات هذه المسابقة

فلم يكن الأمر فقط حضور بعض الطلاب للتنافس في يوم المسابقات و التصفيات بل الأمر كان بمثابة تحويل الفصول التعليمية الي ساحات فنية إندونيسية علي أراضي مصرية يتبادل فيها الطلاب خلفياتهم التعليمية المختلفة و خبراتهم العلمية و العملية و ذلك لتقديم عروض ثقافية فنية بمذاق مختلف بلغة يحبونها و يدرسونها و هي اللغة الإندونيسية

تجربة كان لها الأثر الكبير في نفوس المشاركين حيث كانت رحلة فتحت لهم نوافذ للتعرف علي ثقافة و فن أهل اللغة التي يدرسونها

و هذا كان تعزيزا للمنهجية العلمية التي يتبعها اساسا المركز الثقافي الإندونيسي لتعليم طلابه اللغة الإندونيسية و هي الاسلوب العملي التطبيقي الذي جذوره مادة علمية مرنة متطورة محدثه ليست جامدة و لكن يتم تعديلها و تطويرها لتمكين الطلاب من التواصل بشكل اكثر كفاءة و فاعليه بإستخدام اللغة الإندونيسية

كما كانت المسابقة بمثابة تدريب للطلاب حتي يتمكنوا من المشاركة بالمسابقات الدولية مثل مسابقة

(مهرجان هانداي الإندونيسي ) التي تنظمها وكالة تطوير و ترويج اللغة التابعة لوزارة التعليم و الثقافة و البحث و التكنولوجيا الإندونيسيا

فقد كان معظم الفائزين في هذه المسابقة هذا العام من مصر بالاضافة الي ذلك حصول ٧ طلاب مصريين علي منحة دارامايسيسوا و حصول ١٠ طلاب مصريين علي منح دراسية أخري

و إختتم سعادة المستشار الثقافي كلمته بتشجيع الحضور حيث قال

“الآن حان دورك للحصول علي منحة من الحكومة الإندونيسية”

و استمرت فاعليات التصفيات النهائية لمدة ٥ ساعات حيث استعرض المتنافسون مواهبهم أمام لجنة التحكيم المكونة من المحاضرين بالمركز الثقافي الإندونيسي في الدقي

قد يظن البعض ان الوقت كان ثقيل بطئ ممل

لكن الحقيقة أن الوقت مر سريعا

و الابتسامة كانت تعلو وجوه الحضور و السعادة يمكن ان تسمع في صوت ضحكاتهم  و كان الجميع يساعد بعضه البعض حتي و ان كانوا متنافسين و كأن اللغة الإندونيسية جاءت لتوحد القلوب و العقول لتقديم فن و ثقافة شعب كانت علاقاته بمصر دائما و ابدا علاقة ود و محبة و عطاء و تواصل

كما قابل الطلاب بعض الاصدقاء الاندونيسيين بهذا الحدث الذين جاؤوا لتشجعي أصدقائهم المصريين و لمشاهدة ابداعهم بتقديم فن و ثقافة بلادهم بطابعهم و مذاقهم الخاص

و اختتمت الفاعليات بتوزيع الجوائز علي الفائزين و المشاركين :

المستوي المبتدئ:

١-سعيد السيد الشادي – الخطابة

٢-ألاء عبد العظيم – الرقص الشعبي الإندونيسي

٣-نورهان صبحي – قراءة الشعر

المستوي المتوسط:

١-مجموعة فاطمة عثمان الدراما قصة من التراث الإندونيسي ( Malin Kundang )

أعضاء الفريق :أمال عبد القادر – إيمان محجوب – دعاء مصطفي – أيات فريد

٢-شوقي مسعد – الخطابة

المستوي المتقدم:

١-مجموعة نورهان عصام الدين الدراما (عن القضية الفلسطينية )

أعضاء الفريق: إبتهال خالد – أماني أحمد – ياسمين محمد- أيات فريد- محمد محفوظ- ولاء محمد

٢-رضوي ( غناء الأغنية الإندونيسية )

و في ختام هذا الخبر الذي يعد بمثابة نقطة تحول بالنسبة للدارسين

فقد اصبح الطلاب اكثر شغفا و حماسة لمعرفة المزيد و المزيد عن الثقافة الإندونيسية و فنها الذي هو كنز ثمين لتنوعه و اختلافه لتعدد و اختلاف الثقافات بإندونيسيا

تجربة أثبتت أنه من الممكن بل و من اليسير جدا لأي معلم أن يغرس في نفوس طلابه

حب ما يقدمه من علم و أن يجعل الطلاب دائما في حالة تأهب و إستعداد لإستقبال ما يتعلموه بحب و هذه الحالة ما تجعل الطلاب يستطيعوا مواجهة اي صعوبات او عراقيل اثناء العملية التعليمية

و في ختام هذا المقال

أذكر ان شعار هذه التصفيات  النهائية كانت ” الجميع فائزون ” و هذا فعلا حقيقي لأن الجميع حاول و بذل ما في الوسع لتقديم أفضل ما لديه فالجميع فائز ببذله للمجهود و المحاولة للوصول لم يخرج أحد من هذه الفاعليات خسران

التعليقات مغلقة.