الفنان نصير شمه سفير النوايا الحسنة يتصدى للأزمات الإنسانية عبر الموسيقى
كتب: عبد الرحمن هاشم
قام سفير النوايا الحسنة للهلال الأحمر العراقي وللاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الفنان العراقي المبدع نصير شمه بالعزف للسلام خلال المؤتمر الدولي للحركة الدولية الذي انعقد الأسبوع الماضي في جنيف، سويسرا. وقال شمه: “جئت الى هنا للوقوف جنبا الى جنب مع ممثلي الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذين يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ الآخرين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو انتماءاتهم السياسية”.
ومنذ عام 1867، يعقد المؤتمر الدولي للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر كل أربع سنوات بحضور الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف بالإضافة الى كل الجمعيات الوطنية في كل أنحاء العالم لمناقشة القضايا الإنسانية الملّحة والاتفاق على مقررات توجه العمل الإنساني في المستقبل. هذا العام، شملت المسائل الرئيسية المدرجة في جدول الاعمال مواضيع تفعيل الثقة في العمل الإنساني، الاهتمام بالصحة النفسية للأشخاص المتأثرين بالحروب والكوارث الطبيعية، مواجهة تغير المناخ والتأهب للأوبئة وقضايا الهجرة.
خلال السنة المقبلة، سيواصل الهلال الأحمر العراقي بدعم من الإتحاد الدولي، العمل مع الفنان شمه حول مواضيع ذات اهتمام مشترك مثل تغير المناخ، التبرع بالدم، مساعدة المهاجرين والنازحين، الصحة ولا سيما الصحة النفسية للأشخاص المتأثرين بالحروب والكوارث الطبيعية.
قال الدكتور ياسين عباس رئيس الهلال الأحمر العراقي: تتزايد الاحتياجات النفسية والاجتماعية بشكل كبيرعندما يتعرض الناس لتجارب محزنة بسبب الأزمات الإنسانية مثل الانفصال عن الأحباء أو فقدانهم وفقدان منازلهم وممتلكاتهم وسبل عيشهم والانتهاكات الجسيمة لكرامتهم الإنسانية. خلال العام المقبل، سنتعاون مع الفنان شمه حول هذه القضايا.”
وشرح السيد شمه: “من خلال موسيقاي، آمل في مساعده الناس الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية. الموسيقى ممكن أن تكون أداة علاج. الموسيقى ليست ترفا بل حاجة إنسانية أساسية.”
لا شك أن الأخطار المتصلة بالمناخ هي من بين الطوارئ الإنسانية الكبرى التي تواجه البشرية اليوم. ستكون معالجة أزمة المناخ الأولوية الرئيسية للاتحاد الدولي خلال العقد القادم. وهذا يعني تعزيز قدرة الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لكي تتمكن هذه الجمعيات من الاستجابة للكوارث بسرعة وبفعالية عالية.
ومنذ أكثر من عقد وحتى اليوم، يستمر السيد شمه بجهوده الرامية الى نشر الوعي حول الآثار السلبية لتغير المناخ، وخاصة ضرورة حماية منطقة الأهوار في العراق.
وشرح شمه: “تقع الأهوار في جنوبي العراق، وهي أراض رطبة نادرة فيها نظام بيئي متنوع من أشجار مثمرة وثروة حيوانية ومائية غنية. حتى عام 1970، غطت الأهوار مساحة 20.000 كيلومتر مربع، ولكن مع آثار تغيير المناخ، تضاءلت هذه المساحة كثيرا. وقد عادت هذه المنطقة للحياة من خلال الدعوة النشطة لإعادة فتح المجاري المائية التي تصب في المنطقة وهطول والامطار الغزيرة وحاليا يستمر نظامها البيئي في النمو ولو ببطء بسبب تغيير مجرى الأنهار التي تصب فيها من قبل دول الجوار.”
ويؤكد الاتحاد الدولي انه بحلول عام 2050 سوف يحتاج 200 مليون شخص الى المساعدة الإنسانية كل سنة نتيجة للكوارث المتأتية من أزمة المناخ. ويختم شمه: “أتطلع الى العمل مع الإتحاد الدولي حول نشر الوعي بالآثار الاجتماعية والاقتصادية المميتة لتغير المناخ مما قد يزيد قدرة المجتمعات المحلية على التعامل مع الكوارث القادمة.