بقلم – حسنة محمود:
رافقتْ أخاها إلى المحل ِالتجاري الخاص ِببيع ِالألعاب، اشترتْ لعبةً جميلةً أغراها شعرُها السّابلُ الخرنوبي ، وفستانُها المزركشُ بأزهار ِالربيع، واشترى أخوها علبةً اسطوانيةً عليها رسومٌ جذابةٌ.
عادا إلى البيتِ، وضعتْ سناءُ اللعبةَ على السّرير، وراحتْ تهدهدُها وتغني لها ما تعلمته من أمِّها.
وسيمُ فتحَ العلبةَ المزركشةَ ورفعَ غطاءَها وراحَ ينفخُ في الدائرةِ المفرّغةِ الملتصقةِ بالغطاءِ، فتخرجُ منها فقاعاتٌ بكلِّ الألوان.
نادى على أخته: سناءُ.. يا سناءُ تعالي.. انظري ما تفعلهُ هذه العلبةُ السّحريةُ .
تأملتْ سناءُ العلبةَ والفقاعات ِالتي تخرجُ من الدائرة ِالفارغة، ثم يحملُها الهواءُ في كلِّ الاتجاهات.
صمتتْ قليلاً وكأنها سافرتْ عبرَ أحلام ِيقظتها, ابتسمتْ وهي تتمنى لو تسافرُ في إحداها إلى القريةِ لزيارةِ جدتها، ولكنْ هل تستطيعُ أنْ تحملَ لها أشياءَ جميلةً ومهمة؟ بالطبع ِلا ترغبُ بالسّفر دون أنْ تحملَ للجدة ِالحلوى، والأطعمةَ اللذيذةََ التي تحبُّها.
احتارتْ هل تسافرُ بالسّيارة ِمع أهلها؟ أم تسافرُ بالفقاعةِ؟ فهي تشبهُ مركبةً فضائيةً صغيرة, يمكنُ لها أن ترى العالمَ من حولها سألتْ نفسها.
للحظات تخيلت نفسها سافرت بإحداها وحملت لجدتها ما لذا وطاب وكانت فرحة جداً.
وحين تأملت ِالفقاعاتِ تحملها نسيماتُ الهواء ِعلى أجنحتها, وتطيرً بها بعيداً، حزنتْ وأشفقتْ عليها، فهي تخرجُ قويةً متلألئةً تتناغمُ معَ شعاع ِالشّمسِ، ثم لا تلبثُ أن تتلاشى حتى تصبحَ ذرات ٍعالقةً في الهواء، تنهدتْ بأسف ٍوتمتمتْ بكلمات ٍتشبهُ الهمسَ، ثم دخلتْ غرفتها تتابعُ اللعبَ مع دميتها .