الفترة التاسعة تدشن مرحلة جديدة من مسيرة الشورى العُمانية
كتب – سمير عبد الشكور:
سطرت سلطنة عُمان في السابع والعشرين من أكتوبر 2019 ملحمة وطنية جديدة تُضاف إلى صفحات تاريخ الوطن المعطاء ، وفي خطوة لتعزيز المشاركة السياسية لأبناء عُمان في اتخاذ القرار ، والإسهام الفاعل في ترسيخ أسس الشورى العُمانية ، انتهت بالأمس تاسع فترة من انتخابات مجلس الشورى واختار المواطنون في كل ولايات السلطنة ممثليهم في مجلس الشورى أحد غرفتي مجلس عُمان الذي يسهم بفاعلية عالية مع الحكومة في بناء الوطن في جوانبه التشريعية والرقابية وفق الصلاحيات الممنوحة لمجلس الشورى واستخدامه لأدواته الانتخابية المتعددة .
لقد ضرب العُمانيون أروع الأمثلة في المشاركة في استحقاق الانتخابات في كل ربوع الوطن في أفضل عملية انتخابية تشهدها الساحة العُمانية وتعكس الكثير من الوعي بالمشاركة الإيجابية عبر القنوات الرسمية المتاحة لإبداء الرأي والمشورة وإيصال صوت المواطن في كل ما يهم الوطن ومواطنيه ، ضاربين أسمي صور المشاركة في اختيار ممثلهم في مجلس الشورى بروح وطنيه سادتها مبادئ وأخلاقيات المنافسة الشريفة بين المترشحين البالغ عددهم 712 مترشحا لاختيار 86 عضوا يمثلون كل ولايات السلطنة وفق عدد السكان.
لقد تكللت العملية الانتخابية لمجلس الشورى بالنجاح بإعلان النتائج النهائية من خلال منظومة عمل كبيرة ومتكاملة لإدارة الانتخابات بكفاءة عالية وبالشفافية اللازمة ، استخدمت فيها أحدث أجهزة التصويت والفرز الإلكترونية التي أسهمت في تسريع الخطوات الانتخابية وتلافيا للأخطاء البشرية ولسلامة العملية الانتخابية برمتها ، فهذه المرحلة مرحلة الفرز وإعلان النتائج هي أهم المراحل في إطار العملية ، وهي لا تقبل الخطأ ولا أنصاف الحلول ، فكل الجهد الذي بذله المرشح أبان حملته الانتخابية يرتهن على هذه المرحلة لذلك كان التركيز عليها في قمته من قبل المشرفين على عمليات الفرز وإعلان النتائج .
انتخبت عُمان أمس مجلساً جديداً للشورى لدورة تمتد لأربع سنوات بعد أن أدلى المواطنون بأصواتهم في جميع ولايات السلطنة. ووصلت امرأتان لعضوية المجلس هما الدكتورة طاهرة بنت عبدالخالق اللواتية عن ولاية مطرح وفضيلة بنت عبد الله الرحيلية عن ولاية صحار، ودخلت المجلس أسماء جديدة شابة في تأكيد على قوة حضور الشباب ومشاركتهم.
الناخب الآن ينتظر تحقيق الوعود التي من أجلها صوت لمرشحه الذي وضع فيه كل آماله في أن يحسن التعبير عنه وعن هموم ولايته ، وأن الأعضاء الجدد لن يدخروا جهدا في أن يكونوا عند حسن الظن بهم ، وسيسعون لتقديم الأفضل للوطن ولمواطنيهم ولولاياتهم .
يبقى القول أن الأعضاء الجدد ملقى عليهم تبعات دراسة كل الملفات التي كانت على طاولة المجلس قبل الانتخابات دراسة متأنية ، ونحن على ثقة بأن الدورة التاسعة ستكون مرحلة مفصلية جديدة من مسيرة الشورى العُمانية.