بدر شاشا، وليلى العزوزي :
العين أو الحسد من المفاهيم التي انتشرت عبر العصور في العديد من الثقافات حول العالم حيث يُعتقد أن بعض الأشخاص يمكن أن يؤثروا سلبًا على حياة الآخرين بمجرد النظر إليهم بعين الحسد ويرى البعض أن هذه الطاقة السلبية التي تُطلق عبر العين قد تؤدي إلى مشكلات في الصحة أو الوظيفة أو حتى تؤثر على مستقبل الشخص المحسود.
في بعض المجتمعات يُقال إن العين قد تؤدي إلى مشكلات جسدية مثل المرض أو الإرهاق أو تراجع مستوى الشخص في عمله أو دراسته وقد يصل الأمر إلى الاعتقاد بأن الحسد يمكن أن يكون سببًا في تعطيل الحياة الاجتماعية والزواج والرزق لهذا نجد العديد من الطقوس والتقاليد التي تهدف إلى الحماية من العين مثل ارتداء التمائم أو قراءة الأدعية الخاصة أو اللجوء إلى طرق أخرى لتحصين النفس ضد الطاقة السلبية.
ولكن من الناحية العلمية لا يوجد أي دليل مثبت يدعم فكرة أن العين أو الحسد لهما تأثير مباشر على الصحة أو الوظيفة أو المستقبل الباحثون وعلماء النفس يفسرون هذه الظاهرة من منظور آخر فعلى سبيل المثال قد يشعر الشخص الذي يعتقد أنه مُستهدف بالحسد بالتوتر أو القلق وهذا القلق قد يؤثر فعليًا على أدائه في العمل أو في حياته الاجتماعية وبالتالي يبدأ في إرجاع أي فشل أو مرض إلى العين أو الحسد.
الحالة النفسية تلعب دورًا مهمًا في كيفية تفسيرنا لما يحدث في حياتنا فعندما نشعر بالضغط أو القلق قد نبحث عن سبب خارجي لتفسير مشاعرنا السلبية وهنا يأتي دور المعتقدات الثقافية مثل الحسد التي تمنح تفسيرًا سهلًا لبعض المشكلات غير المبررة يبقى تأثير الحسد والعين مسألة تعتمد بشكل كبير على المعتقدات الشخصية والثقافية التي تختلف من مجتمع إلى آخر على الرغم من أن الحسد قد يكون شعورًا حقيقيًا يتعامل معه الكثيرون إلا أن تفسير تأثيره على الصحة أو الحياة المهنية والمستقبل يبقى إلى حد كبير ضمن نطاق التفكير الثقافي وليس له تفسير علمي واضح
التعليقات مغلقة.