العنف يجبر 2500 شخص فى دارفور على الفرار إلى تشاد
أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأن الاشتباكات الأخيرة في إقليم دارفور، في السودان، أجبرت أكثر من 2500 شخص على عبور الحدود إلى تشاد المجاورة.
وفقا لمفوضية اللاجئين، فإن أكثر من 80 في المائة من الواصلين إلى مدينة أدري الحدودية التشادية، هم من النساء والأطفال والمسنين من دارفور وقد شهد العديد منهم عنفا شديدا.
وأسفرت الهجمات، التي قيل إن البدو الرحل قاموا بتنفيذها في بلدة مستري بغرب دارفور ، عن مقتل 61 شخصا من قبيلة المساليت وجرح 88 على الأقل في 25 يوليو / تموز.
كما وردت أنباء عن إحراق منازل بالكامل فيبلدة مستري بغرب دارفور والقرى المجاورة.
وقال بابار بالوش، المتحدث باسم الوكالة الأممية، خلال الإحاطة الدورية من جنيف اليوم الثلاثاء:
“أخبرت امرأة تبلغ من العمر 25 عاما من دارفور موظفي المفوضية بأن زوجها تعرض للطعن حتى الموت، أمام عينيها، وكان عليها أن تركض لتنجو بحياتها مع أطفالها الثلاثة، وتقطع الرحلة إلى تشاد، على ظهر حمار، لمدة يوم كامل”
20 ألف متضرر داخل دارفور
بالإضافة إلى أولئك الذين فروا إلى تشاد، تضرر ما يقدر بنحو 20 ألف شخص في دارفور جراء الاضطرابات – معظمهم من النساء والأطفال.
وقال السيد بالوش إن الوضع استقر منذ تلك الهجمات لكنه “لا يمكن التنبؤ به،” إذ لا يزال النازحون داخليا، كثير منهم يقيمون في الجنينة، مترددين في العودة إلى ديارهم ويطالبون بتحسين الأوضاع الأمنية.
وفقا لتقارير، نشرت السلطات الاتحادية في العاصمة السودانية الخرطوم قوات إضافية للسيطرة على الوضع وتهدئته. وقال المتحدث باسم المفوضية إن وفدا من قبيلة المساليت وزعماء القبائل العربية وصل إلى الجنينة، عاصمة غرب دارفور ، قادما من الخرطوم، في 4 أغسطس، ويجري حاليا محادثات سلام بين الجانبين.
تأثر الاستجابة بسبب الأمطار الغزيرة
تقوم المفوضية، بالتعاون مع حكومة تشاد وشركائها الوطنيين، بنقل اللاجئين من المناطق الحدودية إلى مخيم كوشاغوين مورا للاجئين داخل البلاد. وكان المخيم يستضيف أصلا أكثر من 6 آلاف لاجئ سوداني ” من دارفور” ممن وصلوا في فبراير 2020.
وقالت المفوضية إن سوء حالة الطرق والأمطار الغزيرة أعاقا عملية النقل إلى المخيم عن طريق القوافل. وقد وصلت أول قافلتين تقلان 443 لاجئا الأسبوع الماضي.
في مخيم كوشاغوين مورا للاجئين، يتم تزويد اللاجئين بالمأوى والمياه والغذاء ومواد الإغاثة الطارئة. ويوفر المخيم أيضا سبل الوصول إلى مرافق النظافة والصحة، بما في ذلك وحدات العزل، كجزء من جهود التصدي لفيروس كورونا.
وسلطت بعثة مشتركة، قامت بها الوكالات الإنسانية لتقييم مخاطر الحماية واحتياجات المساعدة للأسر النازحة، الضوء على الحاجة الملحة لمواد الإغاثة الطارئة والمأوى.
تحديات تواجه الاستجابة
وقالت المفوضية إن الأوضاع السيئة للطرق وموسم الأمطار والوضع الأمني، كل ذلك يبقى من التحديات التي تواجهها في سبيل تنظيم الاستجابة ورصد الوضع الخاص بالحماية.
دارفور
يشار إلى أن تشاد تستضيف حاليا 476 ألف لاجئ وطالب لجوء، بما في ذلك حوالي 365 ألف شخص من السودان. وتعرب المفوضية عن امتنانها للحكومة التشادية للسماح لأولئك الفارين من الاضطهاد بالدخول إلى أراضيها، على الرغم من إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا.