كتب – سمير عبد الشكور:
تتميز العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان ومصر بالعديد من الروابط المشتركة، والرؤى المتطابقة في العديد من القضايا والملفات، وهي علاقات راسخة ومتينة يمتد تاريخها إلى أقدم مراحل التاريخ الإنساني، إذ كانت القوافل المحملة باللبان العماني تصل إلى مصر ويستخدمها المصريون القدماء في طقوسهم ومعابدهم القديمة في الحقبة الفرعونية.
وفي العصر الحديث شهدت هذه العلاقات تميّزا وتطورا في ظل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والتعاون الوثيق بين حكومة البلدين على مرّ السنين، فكانت السلطنة خير شريك مع مصر في العديد من مجالات العمل العربي المُشترك، فضلا عن الدعم العماني للمواقف السياسية المصرية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
وخلال سنوات النهضة العمانية تمكن البلدان من تعزيز فرص التعاون، فكانت الوفود المشتركة بين البلدين لا تتوقف، كما عقد الكثير من الاجتماعات التي كانت تسعى إلى تعزيز التعاون العربي وتوسيع نطاق العمل العربي على مختلف الصعد.
والحقيقة أن هذه العلاقات ما فتئت تتبلور وتتشكل اللجان المشتركة بين البلدين في مجالات عدة حتى تقف عن قُرب على مجريات العمل، وتذليل العقبات، ودعم التوجهات الرامية إلى زيادة التعاون بما يعود بالنفع على شعبي البلدين الشقيقين.
العلاقات بين السلطنة ومصر شهدت تطورا ملفتاً خلال مشاركة السلطنة لمصر في مختلف أنشطتها السياسية والاقتصادية، وتجسد ذلك في المشاركة العُمانية في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في مدينة شرم الشيخ عام 2015، وحينها أعلنت السلطنة تقديم سبل الدعم المادي والاقتصادي لمصر، ومشاركة السلطنة بوفد رفيع المستوى في افتتاح قناة السويس الجديدة، وغيرها من اللقاءات والاجتماعات المباشرة بين مسقط والقاهرة.
ويشير المراقبون إلى أن العلاقات بين العُمانية المصرية تشهد تطابقا في وجهات النظر بشأن عدد من الملفات الإقليمية، لاسيما في سوريا واليمن والعراق، حيث يؤكد البلدان دوما أهمية إيلاء الحل السياسي الأولوية القصوى، والبعد عن أي خيار آخر يهدد مستقبل المنطقة برمتها.
وقد وصفت الخارجية المصرية أن العلاقات المصرية العمانية تمثل محور ارتكاز مهم علي الساحة العربية، بفضل الانسجام والتناغم في الرؤى والسياسات المشتركة للبلدين، حيث يسعى البلدان دائما إلي حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض، والدعوة إلي إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودولياً. فى حين وصف يوسف بن علوى الوزير المسئول عن الشئون الخارجية العمانى مصر باإنها ” تمثل العكاز الذي ترتكز عليه الأمة العربية ككل” .