بقلم – منى شطا
أخصائية تعديل السلوك والاضطربات النفسية
لا شك أن العلاقات العاطفية أحد أهم جوانب حياتنا، مهما اختلف شكلها، فهي تُلبي احتياجاتنا العاطفية والاجتماعية، وتُساعدنا على الشعور بالحب والدعم والانتماء، والحقيقة أن ذلك يمتد حتى تطال بشكل كبير صحتنا النفسية، سواء أكان ذلك إيجاباً أو سلباً.
إذا من منطق الكلام وبدايته فالعلاقات على هذا النحو تنقسم إلى نوعين من العلاقات، العلاقات العاطفية الإيجابية والأخرى السلبية، خلال السطور القليلة التالية سوف أقف على فوائد النوعين بشكل خال تماما من التعقيد والتنظير، فما أحوجنا إلى البساطة في حياتنا التي صار كل ما فيها معقد صعب.
في النوع الأول.. ترتبط العلاقات العاطفية الإيجابية بالعديد من الفوائد الصحية النفسية، مثل الشعور بالسعادة والرضا، فالحب والدعم من شريك الحياة أو الأصدقاء، أو حتى العائلة يُساعدنا على الشعور بالسعادة والرضا عن حياتنا، وكذلك من فوائدها انخفاض مستويات التوتر والقلق، فالعلاقات الإيجابية توفر لنا مصدراً للدعم والراحة في الأوقات الصعبة، الأمر الذي يساعد على تقليل مستويات التوتر والقلق.
يأتي بعد ذلك تعزيز تقدير الذات، والحقيقة أقول «ما أروعه من شعور»، فالعلاقات الإيجابية تُساعدنا على الشعور بالحب والقبول من الآخرين، ما يعزز تقديرنا لذواتنا، بشكل يدعونا إلى المضي قدما في الحياة بشكل موثوق.
وعلى الجانب الآخر في مكان مظلم من الحياة تأتي العلاقات السلبية بدرجات متفاوتة في السوء، حيث ترتبط في المقابل، بالعديد من المشكلات الصحية النفسية، والتي من الممكن أن تتفاقم لتصل إلى ما لا يتصوره العقل كما يحدق في جرائم القتل والسرقة المرتبطة مثلًا بأفراد عائلة واحدة، أو مجموعة أصدقاء.. وهكذا.
ولعل هذه العلاقات على أقل تقدير يمكن أن تشعر الإنسان بالاكتئاب والقلق، فالعلاقات السلبية ما قد يؤدي إلى الإصابة بالإحباط الدائم وظهور العديد من الاضطرابات النفسية، ناهيك عن انخفاض احترام الذات، فمن الممكن أن تُسبب الشعور بالرفض وعدم التقدير، مما يُضعف تقدير الذات، وهو الأمر الذي يترتب عليه المزيد من الخذلان واضطراب الشخصية، وعدم الثقة في النفس.
يأتي بعد ذلك في المساوئ، الاضطرابات الجسدية، فقد وجدت بعض الدراسات النفسية، أن العلاقات السلبية يمكن أن تُزيد من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات الجسدية، مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والمزيد.
وهنا يأتي السؤال مفروضًا مدفوعًا بحكم ما ذكرنا، كيف نحافظ على صحة العلاقات العاطفية؟ هل هناك حلول .. نعم هناك العديد من الأمور التي يمكننا القيام بها للحفاظ على صحة العلاقات العاطفية، مثل التواصل المفتوح والصادق، فالتواصل المفتوح والصادق هو أساس أي علاقة صحية، وكذلك احترام حدود الطرف الآخر، فمن المهم احترام حدود الطرف الآخر، وعدم محاولة السيطرة والسطو عليه روحيَا.
هل هذا كل شيء.. لا ايس هذا فحسب، بل علينا تقديم الدعم والاهتمام، من المهم تقديم الدعم والاهتمام للشريك أو الصديق، والاهتمام باحتياجاتهم، فضلَا عن القضاء على المشكلات بطرق إيجابية بين كافة أطراف العلاقة.
وإلى لقاء …