بقلم : عبد الناصر محمد
كنت أمر على مقولة اذاعطست الصين أصيب الاقتصاد العالمي بالزكام مرور الكرام ولم اكن القي لها بالاً إلا
ان ازمة الصين الاخيرة ازمة فيرس كورونا اكدت للكل هذه المقولة وتداعياتها.
فاقتصاد جمهورية الصين الشعبية الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد اقتصاد امريكا وتعدّ الصين بذلك
أسرع اقتصاد كبير نمو في الثلاثين سنة الماضية بمعدل نمو سنوي يتخطى الـ 10% كما ان الصين تعد
أكبر دولة تجارية وأكبر مصدر وثاني مستورد في العالم
وشاهدت في الفترة الماضية اختلاف في مدى تأثيراته على الوضع الاقتصادي العالمي فالبعض يهون والأخر
يهول من جانبه حذر البنك السوسري من تأثيرات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي وتوقع ان يتسبب
الفيروس في بطء نمو الاقتصاد في العالم خلاف الفترة المقبلة وحدوث انتكاسة مالية
ومن ناحية أخرى ابدى صندوق النقد الدولي إنه من المبكر للغاية معرفة تأثير فيروس “كورونا” على
الاقتصاد الصيني أو العالمي.
فتوقعت كريستالينا جورجييفامديرة صندوق النقد الدولي أن يكون تأثيرفيرس كورونا على النمو العالمي
«طفيفاً» وتوقع صندوق النقد الدولي تراجعاً كبيراً جداً في النشاط الاقتصادي في الصين يليه انتعاش سريع
جداً أيضاً.
كما توقعت بعض الصحف العالمية ان يشهد الاقتصاد العالمي أيام عجاف في العام الجاري وذكرت صحيفة
“نيويورك تايمز” الأميركية أن التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد يضع اقتصاد العالم برمته أمام تحد
حقيقي كما ان قدرة العالم على احتواء هذا الفيروس هو الذي سيحدد حجم الخسائر الاقتصادية
كما ان عنصر التوقيت مهم لأن عدم استقرار الوضع عما قريب سيزيد من الأضرار
والحقيقة أننا اما ازمة اقتصادية حقيقية خاصة ان كل دول العالم مرتبطة ارتباط كبير بالاقتصاد الصيني
الذي استطاع ان ينتشر في كل الاسواق العالمية مما يعني تأثرهذه الاسواق سيكون ليس بالشيء الهين
فتقديرات الأولى لحجم خسائر الاقتصاد العالمي من فيروس كورونا تجاوزت الـ 400 مليار دولار خاصة وان
توقف المصانع الصينية وحالت الشلل التي تمر بها والتي لن تؤثر على الصين وحدها بل أثرت على كل
اقتصاديات العالم.
وأما عن خسائر البوصات العالمية من جراء أزمة كورونا فكان الأسبوع الماضي الأسوأ لها منذ 12 عام
وهذا يعني أننا أمام أزمة اقتصادية عالمية الكل أمام أزمة تعد الأخطر ليست على الحياة الاقتصادية فقط
ولكن تأثيراتها تتجاوز الاقتصاد بل ان تحولت من أزمة اقتصادية إلى أزمة وجودية للإنسانية فان خطر هذا
الفيروس انه قاتل للإنسان فتجاوز عدد ضحايا هذا الفيروس إلى قتل 700 شخص وتم وضع الآلاف تحت
الحجر الصحي وتم وضع قيود على سفر اكثر من 35 مليون صيني
وهذا له تأثير سلبي على الكثير من الشركات العالمية
كل هذا جعل من الضروي ان يقف العالم صفاً واحداً امام هذا الخطر الذي يمثل خطورة كبيرة على الاقتصاد
الدولي وعلى الحياة الانسانية عامة وضرورة الوقوف مع الصين في أزمتها العالمية نعم العالمية لأن
تداعياتها الاقتصادية والصحية ليست على الصين وحدها بل على كل اقتصاديات العالم وكل البشرية مما على
كل الدول ضرورة الوقوف مع الصين بشكل جدي وبدون تهاون لتخطى أزمة كورونا فخروج الصين من
أزمتها هو خروج العالم من أزمة حقيقية لا أحد من البشر يتوقع مداها.
وهذا ما أعلنته منظمة الصحة العالمية ان فيروس “كورونا” حالة طوارئ للصحة العامة هذا إلى ان الازمة
الصينية تدفع الاقتصاد العالمي إلى الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 فالنمو الاقتصادي
ينخفض إلى النصف في حال انتشار فيروس كورونا.