بقلم – محمد علي مدخلي:
خرجتُ هائماً ؛ بكيتُ ماشاء الله أن أفعل . هبّت ريح عاصفة شديدة دوت بها جوانب الأفق ، سرتُ في الطريق أتيامن مع الريح وأتياسر ، وأندفع للأمام وأكر للخلف . مشت الرعدة في جميع أعضائي واشتدت ظلمة الليل فما اهتديتُ إلى طريقي . أبصرتُ على سفح جبل ذبالة تضيء حِلكة الليل .
وجدته قبالها ، خفق قلبي خفقاً متداركاً . أنشدني حاجتي ، عقل الخجل لساني ، أغمضتُ عيناي عن البكاء مسترسلاً : سقطتُ في هوة من هوى الغرام ، ملأت فراغ فؤادي ، لا ينزل معها في سويداء قلبي نازل ، نبرات أسمعها دون خطوط أبصرها . اختطفت نفسي من بين جنبيه.
سكنَ سكوناً طويلاً عميقاً ولم يزل باسطاً يديه رافعاً رأسه إلى السماء .
دار بعينيه يمنة ويسرة كأنما يفتش عن شيء أضاعه ثم قال : الحب رباط مقدس ، دونك الأرض فامشِ في مناكبها بحثاً عنها ولاترضى عنها بديلة .
قمتُ إليه فاختفى . اختفى قبل أن أعلمه بأنها ماتت .