مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

العريس

بقلم – هيام جابر..سوريا

تعرف عليها صدفة في مكان عمله.

كانت الأنسب لتتربع على عرش قلبه الفارغ . و كان الأنسب بعد تعيينها في وظيفتها الجديدة. لا أحد منهما كان يعرف عن الآخر إلا لماما.

الحماس و الحب الأعمى جعلهما غارقين. هدفهما كان واحدا وهو الارتباط مدى الحياة. أحلام وردية لكليهما بحياة لا يعرفا منها إلا الخطوة الأولى.

الخطوبة و ما يرافقها من أضواء وانوار و عيش رغيد.

كان اسعد لحظاته عندما يضع البارفان كمرحلة أخيرة قبل خروجه للقائها متأنقا، متفائلا، وكأنه يملك الدنيا.. كانت احلى لحظاتها عندما يرن جرس البيت ليعلن عن وصوله. و هي التي أمضت وقتا ليس بالقليل تتزين و تجرب ثوبا تلو الآخر لتبدو الأجمل.

ألاهل الذين اذعنوا لرغبة كل منهما، باركوا الخطوبة كمصير لا بد منه لولدبهما. رغم أن كل منهم كان يتمنى لو انتقى شريك ابنه أو ابنته على ذوقه.

السعادة التي رفرفت على الخطيبين سرعان ما تلاشت. فقد طلب الخطيب للاحتياط في صفوف الجيش . بدموع ساخنة شجعته. و بدموع عزيزة وعدها أنه سيعود.

اشتدت المعارك و كان لا بد لمعركة الوجود من القرابين.

اسمه الذي جاء مع أسماء الشهداء زين مكان العزاء الذي أقامه أهله. أما الخطيبة فقد زفت للحزن و انكسار الأحلام. كانت لا ترى و لا تسمع ما يدور حولها. الصدمة نالت من حواسها الخمس. فقد بقيت أيام العزاء قبلة الثكالى و محراب الحسرة.

قد يهمك ايضاً:

قصيدة: دكان قديم عند المقام

أيها العابرون

والد الخطيب عندما ودع آخر المعزين عند انتهاء العزاء قال بوجع و قلب منفطر :

  ليتنا ساوينا الناس

ليتنا حظينا بجثته، ليكون له ضريح بين اضرحة الشهداء، لكنه قيد شهيدا مفقودا.

أجابه صاحبه :

عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم

عساه حي يا أبا مجد.

لكن الأب المفجوع أجاب بأسى :

  الحمدلله على كل شيء.

صورته على جوالها كانت كل ما بقي لها منه والكثير من الذكريات.

لطالما فتحت الجوال و تمعنت برقم جواله بعينين زائغتين   و روح مذبوحة تقطر الما.

  و في لحظة هاربة من الزمن،   ظهر اسمه على شاشة الجوال. شهقت. ارتجفت. كان صوته يأتي قريبا، تكاد تلمسه  بأنفاسها. حبيبتي أنا عائد.. كنت مخطوفا و قد استطعت الإفلات…

التعليقات مغلقة.