مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصمود الأسطوري في غزة غير وجهة التاريخ بقلم/ امنة الدبش

لم يختاروا موتاً سهلاً أو رحيلاً صامتاً اندثرت امانيهم وأحلامهم بواقع مأساوي مرير كالعلقم وتبدلت ثنايا أرواحهم بفعل سرمدية الموت

في ليلة وضحاها بأمواج الألم والفراق والفقدان بكت الارض فضحكت السماء باكيا وفتحت أبوابها تنادي شهدائها الأقمار شهداء العزة والكرامة والصمود لتحيي بأجسادهم الارض من بعد البكاء مطراً يملأ السماء عطراً برائحة الجنان .

فرحة مغلفة بالخوف والحذر بمداد الألم والانين الممزوج بفرحة العودة إلى الديار وحزن الفقد والدمار والخوف من المصير المجهول

عمت الاحتفالات عدة مناطق في قطاع غزة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد خمسة عشر شهراً في قبضة القتل والموت والنزوح والتشريد وسياسة التجويع وتدمير الممتلكات والمنشآت والبنية التحتية ،

فرغم كل ذلك فأن ثمرة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أفشلت المخطط الصهيو-أميركي بتفريغ القطاع عبر الهجرة وضم اجزاء الي الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية.

المقاومة أرهقت عقل الاحتلال اذهلت فصائل المقاومة المسلحة في قطاع غزة العالم أجمع ببسالتها وبطولتها وارهقت جيشاً بأكمله وزلزلت اركانه بمهاراتها القتالية وحرمانه السيطرة والثبات في مواقع تواجده حيث لم تكن إسرائيل تتوقع أن يسقط من قواتها هذا العدد من القتلى والجرحى

قد يهمك ايضاً:

تركي آل الشيخ يعلن عن بدء تصوير فيلم من قصته

بلال صبري: نادية الجندي أيقونة لا تتكرر والفن الحقيقي لا…

أو أن تنجح المقاومة في تدمير هذا العدد الضخم من الدبابات والآليات العسكرية وهو ما يصيب قيادة جيش الاحتلال بالتخبط والجنون والفزع من هول ما يجري في ميدان المعركة ومن هول النتائج المترتبة عليه داخل المجتمع الصهيوني والجيش والمؤسسة الصهيونية وحلفائها في العالم. البقعة الصغيرة مصدراً للتغير غزة تنبعث من جديد

وفي صدارة المشهد السياسي إقليمياً ودولياً فرغم جرائم الإبادة الجماعية ومحاولات الطمس والتهويد استعادت مجداً عربياً حيث أدركت الشعوب العربية خطورة ما يحدث من مؤامرات ونوايا الاحتلال الإسرائيلي التوسعية ،

اخذت غزة حيزاً واهتماماً ودعماً وتعاطفاً حيث أسقطت خطة الترحيل والجنرالات والتهجير فالبقعة الصغيرة (غزة) ستكون مصدراً لتغير كبير قادم على المنطقة باسرها. فقد رسمت غزة لوحتها الخاصة بها فما زالت ورودها تزهر رغم حقول الألغام من حولها نعم..

لقد علمتنا غزة أن القهر والذل وكافة أنواع القمع ما هو إلا تحدي صغير لصمود وترابط أهلها فما زالت شبابها تؤمن بغدٍ أفضل وما زالت نسائها تنجب الكثير من الأبطال

لم ولن ينسى هذا الشعب حقه في العودة يوماً ما، آهٌ يا غزة ما أشد عزيمتك وما أجمل تفاصيلك وما أجمل كبريائك كنتِ وما زلتِ مضرب الأمثالِ والعبر،

حتماً سنعودُ يوماً ما وسنقهرُ هذا المحتل وسنكبرُ باسم شهدائنا الأبرار بالمجد والعزة.

التعليقات مغلقة.