الصحة النفسية والوسواس القهرى … حلقة 9

الصحة النفسية والوسواس القهرى … حلقة 9

بقلم دكتور/ هشام فخر الدين

لعل من أخطر الأمرض النفسية هو اضطرابات الوسواس القهرى(OCD)، وهذا لا يقلل نهائياًمن خطورة بقى الأمراض النفسية والتي تستوجب زيارة ومتابعة الطبيب النفسى مع العلاج الدوائى والمعرفى والسلوكىة. فالوسواس القهرى يتسم  بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها (وساوس) تدفعك إلى القيام بسلوكيات تكرارية (سلوكيات قهرية). تمثل عائقاً أمام الأنشطة اليومية وتتسبب في ضيق شديد.

ويمكنك محاولة تجاهل وساوسك أو إيقافها، لكن لن يؤدي هذا إلا إلى زيادة شعورك بالضيق والقلق. وفي النهاية تشعر بأنك مدفوعاً لأداء السلوكيات القهرية في محاولة لتخفيف التوتر. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتجاهل هذه الأفكار أو الدوافع المزعجة أو التخلص منها، فإنك تستمر في التفكير فيها. مما يؤدي إلى مزيد من السلوك الطقوسي – الحلقة المفرغة لاضطراب الوسواس القهري.

ويعتبر الوسواس القهري اضطراباً نفسياً، يتميز بالأفكار المتكررة والمؤرقة والسلوكيات القهرية المكررة التي تسبب تعباً وإرهاقاً للشخص المصاب به. حيث يعتبر الوسواس القهري من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً، ويؤثر على حوالي 0.5-2٪ من السكان في جميع أنحاء العالم.

وتتسم الأفكار المتكررة في الوسواس القهري بالتكرار، وقد تتضمن أفكاراً عن النظافة والصحة والأمن والترتيب والسيطرة والخوف من الفشل. وقد يشعر الشخص المصاب بالوسواس القهري بالقلق والخوف والعجز عن التحكم في أفكاره وسلوكه.

وحتى الآن لا يوجد سبباً واضحاً ومحدداً للوسواس القهري، وإنما يعتقد الخبراء أن هذا الاضطراب ناتج عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والنفسية. وتشمل بعض العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً في حدوث الوسواس القهري كالتغيرات الكيميائية في الدماغ حيث يعتقد البعض أن التغيرات في الناقلات العصبية في الدماغ يمكن أن تساهم في حدوث الوسواس القهري. فضلاً عن  العوامل الوراثية حيث يمكن أن يكون للوراثة دوراً في حدوث الوسواس القهري، وذلك من خلال وجود بعض الجينات المرتبطة بهذا الاضطراب. أيضاً التعرض للضغوط النفسية يمكن أن يزيد التعرض للضغوط النفسية مثل الاضطرابات العاطفية أو الصعوبات المالية أو العلاقات العائلية السيئة من خطر حدوث الوسواس القهري.بالإضافة إلى الخبرات السلبية والتى يمكن أن تؤدي الخبرات السلبية مثل الإيذاء النفسي أو التعرض للعنف إلى حدوث الوسواس القهري. وأخيراً الأحداث الحياتية الصعبة  قد يؤدي التعرض للأحداث الحياتية الصعبة مثل الحوادث أو الكوارث الطبيعية إلى حدوث الوسواس القهري.

وتعتمد طرق علاج الوسواس القهري على نوعية الأفكار والسلوكيات التي يعاني منها الشخص المصاب، ومدى تأثيرها على حياته اليومية. ويتضمن العلاج النفسي والأدوية، وقد يتم استخدام العلاج المعرفي السلوكي (CBT) لمساعدة الشخص المصاب على التحكم في الأفكار والسلوكيات القهرية وتقليل القلق والتوتر.

ويعتبر الوسواس القهري اضطراباً نفسياً يمكن التعامل معه بفعالية، إذا تم تشخيصه وعلاجه بشكل صحيح. ويجب على الأشخاص الذين يشعرون بالأعراض المرتبطة بالوسواس القهري البحث عن المساعدة الطبية المناسبة للتعامل مع هذا الاضطراب بشكل فعال.

فـــــــــــــــــــــ الوسواس القهري اضطراباً نفسياً، يمكن أن يؤثر على الحياة اليومية للشخص المصاب به بشكل كبير. وقد يؤدي الوسواس القهري إلى انخفاض الجودة الحياتية والعملية والاجتماعية للشخص المصاب به، مما يؤثر على قدرته على العمل والتفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي.

ويبدأ الوسواس القهري عادةً في سن المراهقة أو سنوات الشباب، إلا أنه قد يبدأ كذلك في مرحلة الطفولة. وتبدأ الأعراض عادة متدرجة، وتميل إلى التنوع في شدتها على مدار العمر. وقد تتغير كذلك أنواع الوسواس والأفعال القهرية التي يتعرض لها مع مرور الوقت. وعادة ما تزداد الأعراض سوءً عندما تتعرض لإجهاد أكبر. وقد تتراوح درجة شدة أعراض الوسواس القهري – الذي يُعد اضطراباً ملازماً مدى الحياة – بين الخفيفة إلى المعتدلة، وربما تكون شديدة وتستنفد الوقت إلى درجة تعيقك عن أنشطة حياتك.

ويمكن أن يكون الوسواس القهري مرتبطاً بأمراض أخرى مثل الاكتئاب واضطرابات القلق، ولذلك قد يتم تشخيص الشخص المصاب بالوسواس القهري بعد عدة جلسات مع الطبيب المختص لتحديد سبب الأعراض والعلاج المناسب.

وتتضمن الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري مثبطات امتصاص السيروتونين ومضادات الذهان، ويعتبر العلاج بالأدوية فعالاً في العديد من الحالات.

وبالإضافة إلى العلاج الدوائي، يمكن أن يساعد العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج المعرفي على التغلب على الوسواس القهري. ويتضمن العلاج المعرفي السلوكي تغيير النمط السلوكي للشخص المصاب بالوسواس القهري، بينما يتضمن العلاج المعرفي تغيير الأفكار السلبية التي تؤدي إلى الوسواس القهري.

ويجب على الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري البحث عن المساعدة الطبية المناسبة، للتعامل مع هذا الاضطراب بشكل فعال. ويجب على الأشخاص الذين يشعرون بالأعراض المرتبطة بالوسواس القهري الحرص على الحصول على العلاج المناسب، ومتابعة العلاج بشكل منتظم لتحسين جودة حياتهم والتخلص من الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب.