مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصحة النفسية … النوم القهرى ح41

بقلم دكتور- هشام فخر الدين:

لعل المرض الذي بين أيدينا اليوم يمثل نوعا نادرا ما يسمع عنه الناس، حاله مثل العديد من الأمراض النفسية. فالنوم القهري يعبر عن حالة دماغية نادرة، طويلة الأمد تجعل الشخص ينام فجأة في أوقات غير مناسبة. حيث يكون فيها المخ غير قادر على تنظيم أنماط النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي.
ويعد السبب مجهولاً وغير واضح؛ ولكن يمكن أن يكون نتيجة أسباب معينة. فلا يواجه جميع المصابين نفس الأعراض، فقد تبدأ الأعراض بالظهور بشكل مفاجئ عند البعض، أو خلال سنوات أو أسابيع.
ولا يمكن منع حدوث النوم القهري؛ ولكن قد يقلل العلاج عدد النوبات. فهي حالة نادرة مزمنة للدماغ تسبب النوم المفاجئ.

وعلى الرغم من عدم وضوح السبب؛ إلا أنه قد يكمن السبب فى نقص في مستويات المادة الكيميائية هيبوكريتين، المسؤولة عن ضبط الاستيقاظ، ويمكن أن يكون النقص بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المنتجة أو المستقبلة للهيبوكريتين.
أيضا التغيرات الهرمونية، والتي يمكن أن تحدث أثناء البلوغ، انقطاع الطمث، أو بسبب الضغوط النفسية.
عدوى (مثل: أنفلونزا الخنازير)، أو اللقاح المستخدم ضده. فضلا عن حدوث إصابة في الرأس، أو سكتة دماغية.
ويصيب النوم القهري الذكور والإناث، وعادة ما تظهر هذه الأعراض في فترة الطفولة، أو سنوات المراهقة؛ نتيجة مزيج من العوامل الوراثية والمناعة الذاتية والبيئية.

وعادة ما يكون مرضا مزمنا، على الرغم من أن بعض الأعراض قد تتحسن مع تقدم العمر، وتشمل هذه الأعراض النوم المفرط أثناء النهار، والشعور بالنعاس طوال اليوم، مع وجود صعوبة في التركيز والبقاء مستيقظًا. مع نوبات نوم مفاجئة.
فضلا عن الجمود (نوبة خمود)، وهو ضعف وفقدان التحكم في العضلات، وتحدث هذه النوبات عند الإثارة، أو الضحك، أو الغضب، أو المفاجأة. مع شلل النوم، أو العجز المؤقت عن الحركة والكلام أثناء الاستيقاظ، أو خلال النوم.
بالإضافة إلى كثرة الأحلام، والاستيقاظ في الليل،
والهلوسة، ومشاكل في الذاكرة، مصحوبة بصداع واكتئاب.
وقد يؤدي النعاس المفرط بسبب النوم القهري إلى مشكلات عديدة منها مشكلة في أداء العمل، ومشاكل في العلاقات الاجتماعية، مع الإصابات والحوادث.
وقد تحدث آثار جانبية للأدوية المستخدمة في علاج الاضطراب مثل زيادة الوزن. وهناك عدة عوامل نفسية يمكن أن تسهم في حدوث النوم القهري، كالقلق والتوتر والضغوط النفسية والتوتر الناتج عن الحياة اليومية، قد يؤثران سلباً أو على القدرة على النوم. فضلا عن الاكتئاب حيث إن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، قد يواجهون صعوبة في النوم، أو قد يكونون عرضة للاستيقاظ المتكرر خلال الليل.

بالإضافة إلى التوتر العاطفي، حيث إن المشاكل العاطفية والعلاقات الصعبة، يمكن أن تسبب التوتر العاطفي الذي يؤثر على النوم. مع قلة التحكم بالتفكير، فالقلق والتفكير المفرط في الأمور يمكن أن يجعل من الصعب الاسترخاء والنوم.

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب: تسعيرة مافيا المباني بزفتي

مدينة بلا ربا

إضافة إلى التغيرات الحياتية، فالتغييرات الكبيرة في الحياة مثل فقدان العمل أو المشاكل العائلية يمكن أن تؤثر على نوعية النوم. والسلوكيات السيئة في النوم، مثل تأخر النوم والاستيقاظ في أوقات غير منتظمة، يمكن أن تزيد من فرص حدوث النوم القهري.

مع الاستخدام الزائد للشاشات، فاستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية قبل النوم، يمكن أن يؤثر على نوعية النوم بسبب الإضاءة الزرقاء التي تنبعث منها. واضطرابات الشخصية حيث إن بعض اضطرابات الشخصية، مثل اضطرابات القلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية النرجسية، قد تتسبب في تغييرات في نمط النوم.
أيضاً التوتر اليومي، فالضغوطات اليومية في العمل أو الدراسة قد تزيد من مشاكل النوم، مع الذكريات السلبية فالتفكير المستمر في الأحداث السلبية أو الذكريات السيئة، يمكن أن يؤثر على القدرة على الاسترخاء والنوم.

وأخيراً اضطرابات الهلع، فالشعور بالهلع أو الهلع الليلي، يمكن أن يسبب الاستيقاظ المفاجئ وصعوبة في العودة للنوم.

توجد علاقة تبادلية بين العوامل النفسية واضطرابات النوم، حيث يمكن أن تتأثر الحالة النفسية بسبب سوء النوم، وفي المقابل يمكن أن تزيد الحالة النفسية السيئة من مشاكل النوم. ومن الضروري التعامل مع هذه العوامل بشكل شامل من خلال التقنيات السلوكية والعلاج النفسي، بالإضافة إلى العلاجات الطبية إذا لزم الأمر، للمساعدة في تحسين نوعية النوم والحد من مشاكل النوم.
وهناك عدة طرق لعلاج النوم القهري، ويمكن أن تكون الفعالية لكل طريقة مختلفة من شخص لآخر. فمن الجيد استشارة الطبيب قبل تجربة أي طريقة علاجية، للحصول على التوجيه الصحيح. ومن الجدير بالذكر أن العلاج قد يتطلب وقتًا قبل أن تظهر النتائج الإيجابية.
والعلاج السلوكي المعرفي، حيث يمكن أن يكون للعلاج السلوكي المعرفي (CBT) تأثير إيجابي على النوم القهري، حيث يساعد المريض على تغيير السلوكيات والأفكار السلبية المرتبطة بالنوم.

أيضاً العلاج الدوائي، ففي بعض الحالات، يمكن أن يوصي الطبيب بتناول الأدوية للمساعدة في تحسين النوم. ويجب استخدام الأدوية بحذر وتحت إشراف طبيب. أيضاً مع تقنيات الاسترخاء حيث إن تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تهدئة العقل والجسم قبل النوم. وتغيير البيئة النومية، يمكن أن تساعد تغييرات في بيئة النوم، مثل تقليل الإضاءة والضوضاء، على تحسين جودة النوم.

فضلا عن تقنيات إدارة الضغط، فتقنيات إدارة الضغط مثل التمارين الرياضية المنتظمة واليوغا، يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين النوم. مع التدابير النمطية والابتعاد عن العوامل المحتملة التي تسبب القلق والتوتر، وتنظيم الجدول اليومي بشكل منتظم وصحيح، قد تكون مفيدة أيضاً. وتختلف فعالية هذه الطرق باختلاف الأفراد، لذا ينبغي تجربتها بحذر وبالتعاون مع الفريق الطبي.

التعليقات مغلقة.