الصحة النفسية … النوم القهرى …حلقة 15
بقلم دكتور/ هشام فخر الدين
لعل البعض عزيزى القارىء لم يسمع بهذا المرض النفسى من قبل،على الرغم من أنه قد يكون أحد من المصابين بهذا المرض وهو لا يدرى. فــــــــــــــــــــــــــــ النوم القهري هو اضطراب عصبي مزمن، يصاحبه نوبات نوم فجائية أثناء النهار، واضطراب النوم أثناء الليل، ويؤثر النوم القهري بشكل سلبي على النمط العام لحياة المريض، وقد يتسبب له في حدوث مواقف محرجة، أوخطرة.
ويعد النوم القهري مرضاً نادراً إذ يصيب عادة شخصاً واحداً من بين كل 2000 شخص، وتكمن خطورته في أنه عادة يساء تشخيصه، ومن ثم لا يخضع المريض لعلاج أو يوجه إلى أنماط سلوكية تساعده على التعايش مع المرض.
ولا يكون اضطراب النوم القهري مميتاً في حد ذاته، لكن قد تؤدي أعراضه إلى تعرض صاحبه إلى إصابات أو مواقف مهددة للحياة، لذا قد يعاني المصابون من القلق أو التوتر، ويؤثر الأمر سلبياً على حياتهم الاجتماعية، ونشاطهم اليومي.
فــــــــــــــــــــ النوم القهرى هو اضطراب نوم يتسم بصعوبة النوم أو البقاء نائماً لفترة كافية للراحة الجيدة والاستعداد النهاري الكامل. ويعتبر النوم القهري مشكلة صحية شائعة ويعاني منها العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أن النوم القهري يمكن أن يكون مؤقتاً في بعض الحالات، إلا أنه يعتبر اضطراباً نفسياً عندما يصبح مستمراً ويؤثر سلباً على جودة حياة الفرد وقدرته على أداء واجباته اليومية. ويعاني الأشخاص الذين يعانون من النوم القهري من صعوبة في النوم، والبقاء نائمين لفترة طويلة، والاستيقاظ المتكرر خلال الليل، والشعور بالتعب والنعاس النهاري.
ويعزى النوم القهري إلى عوامل نفسية وجسدية، وقد يكون للعوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب دور في زيادة احتمالية حدوث النوم القهري. فـــــــــــــ بعض العوامل الجسدية مثل الألم المزمن، واضطرابات التنفس الليلية مثل الشخير واحتجاز التنفس الانسدادي النومي يمكن أن تؤثر أيضا على نوعية النوم.
وتعد العلاجات المعتمدة على السلوك والعلاجات الدوائية من أهم الطرق لمعالجة النوم القهري كاضطراب نفسي. يمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يساعد المرضى على تغيير سلوكهم وأفكارهم السلبية المرتبطة بالنوم وتحسين نوعية نومهم. وقد توصف أيضاً الأدوية لمساعدة المرضى على النوم.
ويتم تشخيص النوم القهري عن طريق تقييم أنماط النوم والأعراض المرتبطة بها، حيث يمكن أن يشمل ذلك إجراء مقابلة مع المريض لتحديد مدة وشدة الأعراض والعوامل المؤثرة في النوم.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي النوم القهري المزمن إلى آثار نفسية سلبية. ويعاني المصابون بالنوم القهري من تراكم التعب والإجهاد، وقد يؤثر ذلك على المزاج والتركيز والأداء العام في الحياة اليومية.وقد يزيد النوم القهري أيضاً من خطر الاكتئاب والقلق.
ويعتبر العلاج السلوكي المعرفي أحد العلاجات الأكثر فعالية للنوم القهري، حيث يساعد الفرد على تحديد وتغيير الأنماط السلبية المرتبطة بالنوم، ويوفر أدوات وتقنيات لتحسين النوم، مثل تنظيم النوم وتقنيات الإسترخاء وتعديل السلوك السلبي المرتبط بالنوم.
وفي بعض الحالات يمكن أن يتم وصف الأدوية لعلاج النوم القهري. وتشمل الأدوية المنومة والمهدئات، ولكن يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف الطبيب، نظراً لإمتلاكها بعض الآثار الجانبية وإمكانية إدمانها.
ويوجد مجموعة من العادات الصحية التي يمكن للأفراد اعتمادها لتحسين جودة النوم، مثل الحفاظ على روتين منتظم للنوم، ويمكن أن يتأثر النوم القهري بعدة عوامل، تشمل العادات الغذائية وتناول المشروبات المحتوية على الكافيين (مثل القهوة والشاي) قبل النوم، وتعاطي السجائر والكحول، وبيئة النوم غير الملائمة (مثل الضوضاء والإضاءة الزائدة في غرفة النوم)، واستخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
كما يمكن أن يؤدي النوم القهري المزمن إلى زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض والحالات الصحية الأخرى، مثل اضطرابات القلب والشرايين، ومشاكل الوزن، ونقص المناعة، ومشاكل الأداء العقلي والذاكرة.
وإذا كان لديك مشاكل في النوم المستمرة وتؤثر سلباً على حياتك اليومية، ينصح بمراجعة الطبيب للحصول على تقييم شامل وتشخيص دقيق. قد يحيلك الطبيب إلى أخصائي النوم لإجراء دراسة النوم أو لتوجيه العلاج المناسب.
ويعتبر التغذية السليمة جزءً مهما من العادات الصحية للحفاظ على جودة النوم. أيضاً تناول وجبات متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية الضرورية، وتجنب الأطعمة الثقيلة قبل النوم، وتناول وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات قبل النوم، مثل الحليب الدافئ.
وتعتبر تقنيات الإسترخاء والتأمل أدوات فعالة لتهدئة العقل والجسم قبل النوم. يمكن أن تشمل هذه التقنيات التنفس العميق وتمارين الإسترخاء العضلي والتأمل الهادئ، والتي تساعد في تخفيف التوتر والقلق وتحسين النوم.
وفي بعض الحالات يمكن أن تكون هناك حاجة للمساعدة خارجية لمعالجة النوم القهري. والذى قد يتضمن اللجوء إلى الأدوية المنومة بشكل مؤقت تحت إشراف الطبيب، أو البحث عن ممارسات طبيعية بديلة مثل العلاجات التكميلية والبديلة مثل العلاج بالأعشاب أو الزيوت العطرية.
ويعتبر ممارسة الرياضة بانتظام جزء مهماً في الحفاظ على صحة جيدة وجودة نوم جيدة. حيث تساعد التمارين الرياضية القوية والمعتدلة في تخفيف التوتر وتحسين النوم. ومع ذلك يجب تجنب ممارسة التمارين القوية قبل النوم، حيث يمكن أن تؤثر على النوم بشكل سلبي.
وينصح بإنشاء بيئة نوم مناسبة لتعزيز الراحة والإسترخاء. والتي تشمل استخدام فراش ووسائد مريحة، وتهيئة الغرفة للهدوء والظلام، والتحكم في درجة الحرارة والرطوبة.
التعليقات مغلقة.