مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصحة النفسية … الطب النفسي الجسدي حلقة ٤١

بقلم دكتور- هشام فخر الدين:

لعل عنوان المقال الموسوم ب الطب النفسي الجسدي غريب على أذن القارئ، إلا أنه فرع من فروع الطب يدرس التفاعلات بين الجسم والعقل، وكيف يؤثر كل منهما على الآخر. من حيث التركيز والاهتمام بالعديد من القضايا، مثل كيفية تأثير العوامل النفسية على الصحة الجسدية، وكذلك كيفية تأثير الأمراض الجسدية على الصحة النفسية. فى الوقت الذى مازال وعي الناس بأهمية الصحة النفسية وضرورة اللجوء إلى المختصين النفسيين غير مكتمل، وأن اللجوء للطبيب النفسى وصمة عار وضرب من الجنون وفقدان العقل.

فـــــــــــــــــ الصحة النفسية هي الحالة العامة للرفاه النفسي والعاطفي، وهي قدرة الفرد على التعامل مع المشاعر والأفكار والتحديات بالطريقة الأفضل، وتشمل الصحة النفسية مجموعة من الجوانب، مثل الرضا عن الذات، والثقة بالنفس، والقدرة على إقامة العلاقات الاجتماعيّة الصحية، والقدرة على التكيّف مع التغييرات والأحداث في الحياة والتعبير عن العواطف بطريقةٍ سليمة.

ويعتبر الطب النفسي الجسدي متعدد التخصصات، حيث يشمل على عناصر من الطب النفسي، والطب الباطني، والطب النفسي السريري، وعلم الأعصاب، وعلم الوراثة النفسية، والعديد من التخصصات الأخرى. ويعتمد على فهم شامل للعلاقة بين العقل والجسم، ويستخدم أساليب علاجية متنوعة تشمل العلاج النفسي، والعلاج الدوائي، والعلاج الجسدي، والعلاج السلوكي.

ويهدف الطب النفسي الجسدي إلى تحسين الصحة العامة وجودة الحياة للأفراد، من خلال فهم أفضل لعلاقة العقل والجسم، وتقديم الرعاية الصحية الشاملة التي تشمل العلاج النفسي والطبي عند الحاجة.
فـــــــــــــــــــــــــ الطب النفسي الجسدي يدرس كيفية تأثير العوامل النفسية على الجسم والصحة العامة، وكذلك كيفية تأثير العوامل البيولوجية والجسدية على الحالة النفسية والعقلية. ويعتبر التوازن بين العقل والجسم أمراً حيوياً للحفاظ على الصحة العامة والعافية النفسية. والطرق التقليدية للعلاج في هذا المجال تشمل العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والتغييرات في نمط الحياة، بالإضافة إلى التركيز على الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة النفسية.

قد يهمك ايضاً:

مستقبل الأمن الغذائي في مصر 2030

انور ابو الخير يكتب : حينما ينهش الحب ما تبقى من الفرح

ويعتبر التوازن بين العقل والجسم أمراً حيوياً للحفاظ على الصحة العامة والعافية النفسية، وتعتبر العلاجات التكاملية والبديلة، مثل التأمل واليوغا، أدوات فعالة في إدارة الضغوط النفسية وتحسين الصحة العامة. وتشير الأبحاث إلى أن العوامل النفسية، مثل التوتر والقلق والاكتئاب يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة الجسدية وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان. فمن هنا يبرز دور الطب النفسي الجسدي في تحسين الصحة العامة من خلال فهم العوامل النفسية والجسدية، التي تؤثر على الصحة والتي يمكن أن تُستهدف من خلال تدخلات طبية وسلوكية متعددة.

فـــــــــــــــــــــ يظهر تأثير العوامل النفسية على الجسد من خلال نظام المناعة حيث إن الضغط النفسي والتوتر يمكن أن يضعفا نظام المناعة، مما يجعل الجسم أقل قدرة على محاربة العدوى والأمراض. أيضاً التغييرات الهرمونية حيث الضغط النفسي يمكن أن يؤثر على إفراز الهرمونات في الجسم، مثل الكورتيزول، الذي يمكن أن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. فضلاً عن الالتهابات حيث إن التوتر النفسي يمكن أن يزيد من مستويات الالتهاب في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل التهاب المفاصل وأمراض القلب.

أيضاً العواطف السلبية والضغط النفسي يمكن أن يزيدا من الإحساس بالألم في بعض الحالات، وهو ما يعرف بالألم النفسي. والضغط النفسي يمكن أن يؤثر على سلوكياتنا الصحية، مثل النوم والتغذية والنشاط البدني، مما يؤثر على الصحة الجسدية بشكل عام.

فـــــــــــــــــ الحفاظ على صحة العقل له تأثير إيجابي على الصحة الجسدية وبالعكس، فالإصابة بالمشاكل النفسية يمكن أن تؤثر سلباً على الجسم. ومن ثم يشجع على اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن، ويتضمن الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية، من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتغذية المتوازنة، والتفكير الإيجابي والتعبير عن العواطف بشكل صحيح ومواجهة التحديات النفسية بفعالية.

بالإضافة إلى ذلك هناك تفاعلات معينة بين العوامل النفسية والجسدية، يمكن أن تؤثر على الصحة. منها الإجهاد النفسي المزمن والذى يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول في الدم، وهو هرمون الإجهاد المرتبط بالتوتر والاستجابة للكر والفر، ويعد هذا رداً طبيعياً وقائياً عند الشعور بالتهديد أو الخطر. وتؤدي زيادة مستويات الكورتيزول إلى انفجار طاقةٍ جديدةٍ وقوةٍ جديدة. مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

كما أن الضغط النفسي يمكن أن يؤدي إلى تشنجات في العضلات والألم المزمن، مثل آلام الظهر والصداع النصفي. كما تؤثر العوامل النفسية على عملية الشيخوخة والتقدم في العمر، حيث يُظهر أن الإجهاد النفسي يمكن أن يسرع عملية الشيخوخة البيولوجية ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ومن ثم فهناك أهمية لفهم التفاعلات بين العقل والجسم، وضرورة الحفاظ على صحة العقل والجسم بشكل شامل، من خلال اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن، والتعامل بفعالية مع الضغوط النفسية والعوامل النفسية الأخرى التي قد تؤثر على الصحة.

التعليقات مغلقة.