مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

بقلم دكتور – هشام فخر الدين :

مما لاشك فيه أن عدد المرضى النفسيين فى العالم يتزايد يوماً بعد يوم؛ نظرا للضغوط الحياتية اليومية. ونتيجة لذلك تتولد أمراض نفسية من رحم أمراض أخرى. وما بين أيدينا مرض غريب يطلق عليه الرهاب الاجتماعي، وهو حالة من الخوف الشديد أو القلق المفرط من التفاعل مع الآخرين أو الاندماج في المجتمع.

 

ويمكن أن يكون هذا الخوف من الانتقادات، أو الإحراج، أو عدم الموافقة، وقد يؤثر على الفرد ويعيق قدرته على التفاعل الاجتماعي بشكل طبيعي.

 

فالرهاب الاجتماعي هو حالة نفسية تتميز بالخوف المفرط والمستمر من المواقف الاجتماعية المحتملة، والتي يمكن أن تتضمن التفاعل مع الآخرين أو التعرض لظروف اجتماعية معينة. ويعاني المريض المصاب بهذا الاضطراب من شعور بالقلق والتوتر الشديد في حالات التواصل الاجتماعي، حتى وإن بدت تلك الحالات بسيطة بالنسبة للآخرين. فيمكن أن يؤدي الرهاب الاجتماعي إلى العزلة الاجتماعية وتقليل جودة حياة الفرد.

 

وتظهر أعراض الرهاب الاجتماعي عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ومنها الخوف من التحدث أو الأداء أمام الجمهور. فضلا عن القلق الشديد قبل وأثناء وبعد التفاعلات الاجتماعية. بالإضافة إلى الخوف من التعبير عن الرأي أو الطلبات. مع القلق من عمليات التعرف على الآخرين، وتجنب الأماكن والمواقف الاجتماعية.

والرهاب الاجتماعي هو اضطراب نفسي يتميز بخوف مستمر ومفرط، وترتبط أسباب الرهاب الاجتماعي بعوامل مختلفة، منها العوامل الوراثية حيث يكون لدى بعض الأشخاص توارث تفاعلات محددة تجاه المواقف الاجتماعية. مع البيئة والتجارب السابقة حيث تكون التجارب السلبية في الماضي، مثل التعرض لانتقادات قاسية أو تجارب مؤلمة في المواقف الاجتماعية، عاملاً مساهماً في تطور الرهاب الاجتماعي.

ومع التعلم الاجتماعى حيث يكون للبيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الفرد دور في تطوير الرهاب الاجتماعي، إذا كانت تشجع على الخوف من الانتقادات أو عدم الثقة في التعامل مع الآخرين.
أيضا الاضطرابات النفسية الأخرى، فقد يكون الرهاب الاجتماعي جزءًا من اضطراب نفسي أو عقلي آخر، مثل اضطرابات القلق العامة أو الاكتئاب.

وتتفاوت درجة الرهاب الاجتماعي من شخص لآخر، وقد يكون له تأثير كبير على جودة حياة الفرد وعلاقاته الاجتماعية.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : مدرسة جبر الخواطر

أنور آبو الخير يكتب: بين طيات الحزن

كما يمكن لبعض الأعراض التي يمكن أن يظهرها الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي والتى تتنوع ومنها القلق الشديد يمكن أن يشعر الفرد بالقلق والتوتر الشديدين، قبل وأثناء وبعد المواقف الاجتماعية.

أيضا التفكير السلبي حيث يميل الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي إلى التفكير السلبي والتوقعات السلبية بشأن نتائج التفاعلات الاجتماعية.

فضلا عن التجنب الاجتماعي، حيث يحاول الفرد تجنب المواقف الاجتماعية التي يخاف منها.
وهناك التشنجات الجسدية، حيث يعاني الفرد من التشنجات العضلية أو الارتجاجات الجسدية خلال المواقف الاجتماعية.

مع الرغبة في الهروب، حيث يشعر الفرد برغبة شديدة في الهروب من المواقف الاجتماعية المحرجة. كما أن تشخيص الرهاب الاجتماعي يتم عادة من خلال تقييم نفسي من قبل متخصص نفسي، وقد يتضمن الاستناد إلى معايير تشخيصية محددة مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).

أما عن العلاج، فيمكن أن يشمل الرهاب الاجتماعي العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي والتدريب على مهارات التواصل الاجتماعي. كما يمكن أن تكون الأدوية مفيدة في بعض الحالات لتقليل القلق والتوتر المصاحبين للرهاب الاجتماعي.

فالرهاب الاجتماعي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية للأشخاص الذين يعانون منه.

وهناك بعض الطرق التي يمكن أن يؤثر بها الرهاب الاجتماعي فى الحياة اليومية حيث يؤثر الرهاب الاجتماعي على الحياة اليومية من خلال تجنب المواقف الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى العزلة والانفصال الاجتماعي. كما يمكن أن يؤثر أيضا على الأداء الوظيفي والتعليمي بسبب القلق المستمر.
وقد يكون للرهاب الاجتماعي تأثير سلبي على العلاقات الشخصية، حيث يؤدي إلى صعوبة في إقامة علاقات جديدة، والمحافظة على العلاقات القائمة بسبب القلق . ومن الممكن تقديم الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي من خلال التشجيع على طلب المساعدة الاحترافية، مثل العلاج النفسي. وتقديم الدعم العاطفي والتشجيع على الإفصاح عن مشاعرهم.

وممارسة التعامل الفعال مع التوتر والقلق، مثل تقنيات التنفس العميق والتأمل.

فضلا عن المساعدة في تحديد ومواجهة الأفكار السلبية، والتوقعات غير الصحيحة حول المواقف الاجتماعية. كما أن الدعم الاجتماعي والتفهم الشديد للأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يمكن أن يكونان ذات أهمية كبيرة في تحسين جودة حياتهم ومساعدتهم على التعامل مع هذا الاضطراب.

التعليقات مغلقة.