الصحة النفسية… اضطرابات الضغط النفسى ح 23
بقلم دكتور – هشام فخر الدين:
لاشك عزيزى القارئ أن انتشار وشيوع الإصابة بالمرض النفسى، نتاج طبيعي لمادية الحياة التي نحياها، فــــــــــــــــــ طغيان المادة وصعود الرأسمالية وتسارع وتيرة الحياة بشكل ملحوظ، فضلاً عن شيوع الإغتراب الاجتماعي والنفسى داخل الأسرة الواحدة.
فــــــــــــــ هناك بعض الأمراض النفسية الشائعة مثل اضطرابات القلق، والتى يندرج تحتها اضطراب القلق العام واضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي. وأيضا اضطرابات المزاج والذى يندرج تحته اضطراب الإكتئاب واضطراب الإكتئاب الثنائي، واضطراب انفصام الشخصية. واضطرابات الشخصية، وأيضاً اضطرابات الضغط النفسي والذى يندرج تحته اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب الهلع المرتبط بالضغوط.
فـــــــــــــــــ اضطرابات الضغط النفسي هي مجموعة من الاضطرابات النفسية، التي تنشأ نتيجة تعرض الفرد لمواقف أو أحداث، تسبب له ضغطاً نفسياً كبيراً، وتؤثر على حالته العقلية والعاطفية والجسدية. ومن أمثلة هذه الاضطرابات اضطراب ما بعد الصدمة والذى يحدث عندما يتعرض الفرد لتجربة صدمة نفسية مروعة، مثل حادث مروري خطير أو تجربة حروب أو عنف جسدي، ويعاني من أعراض مثل الفزع المتكرر والأفكار المؤرقة، والزيادة في استجابة الجسم للمواقف المشددة.
وأيضاً اضطراب الهلع المرتبط بالضغوط، والذى يتعلق بالهلع الشديد أو القلق الزائد، والذي يحدث نتيجة التعرض لمواقف ضغط نفسي محددة. بالإضافة إلى اضطراب التكيف مع الضغوط والذى يحدث عندما يجد الفرد صعوبة في التكيف مع تغييرات كبيرة في الحياة، مثل الفقدان أو التغييرات الوظيفية.
كما يشمل كل اضطرابات القلق العام، وتكون نتيجة القلق المستمر والمفرط بدون سبب واضح.
وتتطلب هذه الاضطرابات تقديم العلاج النفسي والدعم النفسي، من قبل المتخصصين. وتمثل اضطرابات الضغط النفسي حالات يمكن أن تحدث نتيجة لتعرض الفرد لضغوط نفسية مفرطة أو مواقف صدمة، تؤثر على صحته النفسية.
فالضغط النفسى هو الحالة الناتجة عن عدم التوازن بين مطالب الموقف، وقدرة الفرد على الاستجابة لهذا الموقف. وقد تحدث عن نوعين من الضغط النفسي ضغط نفسي صحي يحفز الفرد على الإبداع والإنجاز، وضغط نفسي مرضي يثبط العزيمة ويعرقل مسار الحياة. وأيضاً هو عبارة عن قوى خارجية تحدث تأثيرا داخلياً في الفرد.
كما يشير إلى عدم قدرة الفرد على التكيّف مع الحياة الاجتماعية كمتطلبات الحياة نتيجة إدراك عقلي خاطئ للأمور الحياتية مما يسبب قلق وتوتر عاطفي، فضلا عن كونه قدرة الفرد على التكيف مع البيئة، وتقديره بأنها شاقة ومرهقة وتفوق قدرته للتعامل معها، مما يعرضه للإصابة بأمراض نفسية خطيرة.
وترجع أسبابه إلى الأحداث الصادمة مثل حوادث السيارات، الكوارث الطبيعية، الإعتداء الجسدي أو الجنسي، الحروب، أو فقدان أحباء، فهذه الأحداث قد تترك آثاراً نفسية عميقة.
فضلا عن التعرض المتكرر للضغوط مثل الضغوط العملية المفرطة، والمشكلات المالية، والضغوط الاجتماعية، والصراعات الأسرية. والجينات والعوامل الوراثية حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك عوامل وراثية قد تزيد من احتمالية تطور اضطرابات الضغط النفسي في بعض الأشخاص.
بالاضافة إلى العوامل البيئية حيث إن بيئة الشخص والدعم الاجتماعي والعلاقات العائلية، يمكن أن تلعب دوراً هاماً في تأثير تجاربه النفسية .وغالباً ما يكون الاضطراب نتيجة لتفاعل متعدد العوامل، حيث يمكن أن تشترك العوامل المذكورة أعلاه في تشكيل حالة الفرد. حيث إن فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد في الوقاية من اضطرابات الضغط النفسي، وتقديم العلاج والدعم المناسب عند الحاجة.
كما أن الإستخدام المفرط للمواد الكيميائية، مثل تعاطي بعض المواد الكيميائية مثل المخدرات أو الكحول، يمكن أن يزيد من إحتمالية تطور اضطرابات الضغط النفسي. بالإضافة إلى المشاكل الصحية الجسدية، حيث إن بعض الحالات الصحية الجسدية الخطيرة أو المزمنة يمكن أن تزيد من مستويات الضغط النفسي.
فضلا عن نمط التفكير السلبي المستمر، وسلوكيات التجنب قد تسهم في تفاقم اضطرابات الضغط النفسي، مع عدم التعامل بفعالية مع الضغوط النفسية، وعدم طلب المساعدة عند الحاجة يمكن أن يزيد من مستويات الضغط النفسي.
فالصحة النفسية والجسدية تتفاعلان معاً، والعناية بالصحة الجسدية من خلال التمرين والتغذية الصحية يمكن أن تكون لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية. فإدراك هذه العوامل والبحث عن الدعم والمساعدة عند الضرورة، يمكن أن يساعد في الوقاية من اضطرابات الضغط النفسي، وتحسين جودة الحياة النفسية.
وهناك عدة طرق لعلاج اضطرابات الضغط النفسي، ويمكن أن تتضمن تلك العلاجات العلاج النفسي، ويشمل الجلسات المنتظمة مع الطبيب النفسي، أو المعالج النفسي. حيث يتعامل هذا العلاج مع الأفكار والعواطف والسلوكيات السلبية، ويساعد على تعديلها وتحسينها.
بالاضافة إلى العلاج بالأدوية في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية مفيدة في إدارة الأعراض. مثل مضادات الاكتئاب ومثبطات القلق أن تكون ضمن العلاج.
فضلا عن العلاج السلوكي المعرفى ، والذى يركز على تغيير الأنماط السلوكية والتفكيرية السلبية. مع فعاليته في معالجة العديد من اضطرابات الضغط النفسي. ويأتى الاسترخاء وتقنيات إدارة الضغط كأحد طرق العلاج، وتشمل هذه التقنيات التمارين التنفسية، والتأمل والتخطيط للوقت وتطوير مهارات إدارة الضغط للتعامل مع المواقف المجهدة.
ويمكن أن يكون الحصول على دعم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع مفيداً جداً. فالتحدث مع الأشخاص الذين يمكنهم فهم ودعم المريض يمكن أن يقلل من الشعور بالعزل والوحدة. مع الاهتمام بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن يساهم في تحسين الصحة النفسية.
التعليقات مغلقة.