قال الدكتور بوريما سامبو ممثل منظمة الصحة العالمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إن الأزمة في شرق البلاد قد دمرت حياة الملايين ووضعت النظام الصحي على حافة الهاوية. وأضاف سامبو – في مؤتمر صحفي عقد عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” اليوم الجمعة – أن العنف الناجم عن النزاعات المسلحة إلى جانب النزوح القسري، الذي يترك ملايين الأشخاص في ظروف محفوفة بالمخاطر دون مأوى أو طعام أو وسيلة للبقاء على قيد الحياة، وكذلك الفيضانات والانهيارات الأرضية المدمرة التي تعيق إيصال المساعدات، كل هذا يزيد من خطر تفشي أمراض الحصبة والكوليرا والملاريا وكوفيد-19 وشلل الأطفال والتهاب السحايا والجدري والطاعون.
وتابع قائلا “على الرغم من أن البلاد تواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة على مدى العقود الثلاثة الماضية إلا أن الجانب الشرقي من البلاد يتأثر بشدة بسبب شدة الصراع والاحتياجات الإنسانية المتزايدة”.. موضحا أن العنف يعوق تقديم الخدمات الصحية على الأرض، حيث يتم إحراق المرافق الصحية ويواجه العاملون الصحيون تهديدات جسدية ونفسية مستمرة، ويتم نهب الإمدادات بما يؤدي إلى انقطاع جزئي أو كلي لتقديم الرعاية الصحية في المناطق المتضررة.
وأشار ممثل “الصحة العالمية” إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تواجه أسوأ تفشي للكوليرا منذ عام 2017، حيث تعد المقاطعات الشرقية هي الأكثر تضررا وتمثل 80% من الحالات..
وقال إنه تم الإبلاغ عن ما يقرب من 30 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في الوقت الذىي تكافح البلاد أيضا أكبر وباء حصبة تم تسجيله منذ عام 2019.
وحذر سامبو من أن مزيج الحصبة وسوء التغذية يؤدي إلى تأثير صحي شديد على الأطفال دون سن الـ 5 سنوات مما يعرضهم لخطر الوفاة بسبب عدم حصولهم على العلاج المناسب.
ولفت إلى أنه تم الإبلاغ عن حوالي 23 ألف حالة عنف قائم على النوع الاجتماعي في ست مقاطعات خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2023.. مضيفا أن الأرقام قد تكون أعلى بكثير وذلك بالنظر إلى انخفاض الإبلاغ من قبل الضحايا وضعف النظام في التقاط هذه البيانات بطريقة أكثر شمولا.
وأوضح سامبو أن المنظمة بحاجة وأكثر من أي وقت مضى إلى دعم الجهات المانحة والشركاء لمواصلة تقديم الخدمات الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تشتد الحاجة إليها.. مؤكدا أنه لم يتم تمويل استجابة منظمة الصحة العالمية البالغة 31.3 مليون دولار إلا بنسبة 14% حتى الآن برغم أن ما مجموعه 7.4 مليون شخص هناك يحتاجون إلى المساعدة الصحية.
التعليقات مغلقة.