مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الشيخ محمد الهير يحسم الجدل بشأن ليلة النصف من شعبان 

كتب – خالد علم:

قال الشيخ محمد الهير من علماء أوقاف الغربية بخصوص ليلة النصف من شعبان حيث بدء كلامه :

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة.

أما بعد: فقد قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3] وقال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان يقول في خطبة الجمعة: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة

وهذه الآيات والأحاديث تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعدما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح ﷺ أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه إلى دين الإسلام من أقوال أو أعمال، فكله بدعة مردود على من أحدثه، ولو حسن قصده

قد يهمك ايضاً:

صفوت عمارة: بناء الإنسان أساس الأوطان

والاحتفال بليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة فيها من البدع المحدثةالتى اريد بها تفريغ الدين عن مقصده واهدافه والاشتغال بالظاهر دون الباطن فى صورة ليالى معينة ثم يغفلون عن الطاعات سائر الايام، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بها أبداً وكذلك الصحابة -رضي الله عنهم- لم يحتفلوا بها من بعده أيضاً، ولو كان خيرا ما تركوه ولا شك أن ما يتعلق بليلة النصف من شعبان فإن المحققين من أهل العلم قد بينوا أنه لا يصح في فضلها أي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد ذهب البعض إلى أن هناك حديثاَ يصلح للاحتجاج وهو حديث: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» فمن ثبت عنده هذا الحديث ممن يقول بالعمل بالحديث الضعيف فى فضائل الأعمال أثبت هذه الفضيلة بأن الله تعالى يطلع على عباده في هذه الليلة اطلاعاً حقيقياً يليق بذاته سبحانه وتعالى فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.

وأما الحديث الذي ينتشر على ألسنة كثير من الناس بلفظ: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها» فإنه حديث غير صحيح.

والخلاصة:- أنه لم يثبت فى ليلة النصف بذاتهافضل غير انها من الايام البيض التى تسحب صومها [١٣*١٤*١٥ ] مع الحديث السابق على من قال بصحته لكن الثابت الفضل فى شهر شعبان كله فهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله فيجب على المسلم أن يحرص على الطاعات والاكثار من الصالحات فيه والاجتهاد فى العبادات كما كان يفعل النبي ﷺ .

وأنبه أيضاً على أمر مهم وهو ما يتعلق برفع الأعمال إلى الله رب العالمين في هذا الشهر أنه ليس هناك دليل صحيح على أن ذلك يكون في ليلة النصف من شعبان بل الشهر كله.

 

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. 

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

التعليقات مغلقة.