مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد : مهرجان طيران الإمارات للآداب امتداداً لرؤية دبي في تعزيز الحوار الثقافي وربط الأفكار والرؤى بين مختلف الثقافات

كتب– أحمد قرمد :

تحت رعاية‌ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم‌، ‌ نائب رئيس‌ الدولة‌ رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، احتفى مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته السابعة عشرة بشعراء عالميين من خلال أمسية «أبيات من أعماق الصحراء».

قد يهمك ايضاً:

أرقام تاريخية.. صلاح يعادل هنري ويتخطى لامبارد

العش يقترب من قيادة دفاع الأهلي أمام مودرن

وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم: «يمثل المهرجان امتداداً لرؤية دبي في تعزيز الحوار الثقافي وربط الأفكار والرؤى بين مختلف الثقافات.

وتأتي فعالية «أبيات من أعماق الصحراء» لتسليط الضوء على جمال الثقافة الإماراتية وأصالتها، وأهمية دور الآداب والفنون في مد جسور التفاهم بين الشعوب».

التقت سموّها خلال الحفل ب26 مديراً ومديرة لمهرجانات أدبية من مختلف أنحاء العالم، من أبرزها مهرجان «شلتنهام» للأدب، ومهرجان «إدنبرة» الدولي للكتاب، ومهرجان «برلين» الدولي للأدب، ومهرجان «ملبورن» للكتاب، إلى جانب ممثلين عن مهرجانات أدبية أخرى تقام في أستراليا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والإمارات، والأرجنتين، والصين، وأفريقيا، وماليزيا، وأوروبا، وغيرها، الذين يجتمعون في دبي للمشاركة في فعاليات المؤتمر الرابع للجمعية العالمية للمهرجانات الأدبية (GAoLF)، الهادف إلى مدّ جسور التواصل بين المهرجانات الأدبية حول العالم، وإتاحة الفرصة أمامها لتبادل الأفكار، ومشاركة أفضل الممارسات، ومناقشة التحديات التي تواجهها واستكشاف فرص التعاون فيما بينها.

شهد حضور الأمسية وسط الكثبان الرملية، والسماء المرصعة بالنجوم، ليلةً لا تُنسى من الشعر، حيث يتجسد هذه الأمسية قلب المهرجان، الذي يجتمع فيه الحضور للاحتفال بالقصص الأدبية، والاندهاش بالقوة العميقة للكلمات، في ربط الزمان والمكان والتجربة الإنسانية، ذلك بمشاركة مجموعة من الأصوات المحلية والعالمية، هي: شهد ثاني من الإمارات، وخيراني باروكا من إندونيسيا، وأسماء عزايزة من فلسطين، وعبد اللطيف يوسف من السعودية، وشمه البستكي من الإمارات، وصفية سنكلير من جامايكا، وخالد البدور من الإمارات، وبمرافقة فرقة «رومينيشين» الموسيقية.
بدأت الفعالية بأداء موسيقي من طرف فرقة «رومينيشن»، التي تسعى إلى إحياء فن السرد القصصي، خاصة القصص البدوية التي لم تُحكَ بعد، في إلهام يحوّل الفردية إلى التناغم الجماعي.
الإلقاءات الشعرية بدأت مع الشاعرة شهد ثاني، حيث ألقت قصيدة باللغة الإنجليزية تحت عنوان «أصبح الرومي»، تقول فيها:
أصبح الرومي/ رجال بعباءات خضراء/ يسرقونني بعيداً/ يُرُونني المجرات/ أسير مثل محيط/ خلف والدي/ البحر بأكمله/ أول إرث لي مكتبة أصبحت تصنع إنساناً.
وبعدها ألقت الشاعرة خيراني باروكا، وهي كاتبة وفنانة ومستشارة مقيمة في جاكرتا، تقول في إحدى قصائدها: احتفظ بي طرياً بين يديك المجوفتين/ دع الغبار يتحول إلى لبد/ الجروح توَلّد الأزهار/ ألحان من أفواه مقضومة الأظافر/ لا يمكنك أن تأخذني إلى أي مكان.
أسماء عزايزة، شاعرة وكاتبة ومحررة، صدر لها أربع مجموعات شعريّة آخرها «الجسد الّذي تسلّقتُه يوماً»، تقول في إحدى قصائدها:
رأيت في منامي/ إصبعاً مجهولة تزلزل أسناني/ فسمعت دويّ سقوطها/ سناًّ سناًّ/ قالت العرب: إن رأيتِها سقطت إلى الأرض فهي الموت/ إن سقطت مقاديمها منعتك من الفعل والكلام/ وإن سقطت كلّها هلُكَ أهلُك/ وبقيت بعدهم/ استيقظت فوجدت فُمِي مُغرى.
أما الشاعر عبد اللطيف يوسف فلديه ثلاثة إصدارات شعرية، حائز على جائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية للشعر العربي، فرع التجربة الشعرية، ، وقد قدّم قصائد تتكّئ على الإرث الشعري العربي، مع تحديث في الصور، يقول في إحداها: وأما بعد هذا الليل مُعدِ/ ويكفر ثم يستر ثم يُبدي/
دَماً يمتدّ في صحراء روحي/ أرى فيه ابنَ كلثوم ابنَ هندِ/ فَماً كالجرح وهو يَمُجُّ معنًى/ أسمّيه الخسارة لا التحدِّي.
الشاعر خالد البدور، الذي يُعدّ من رواد الحركة الشعرية الحديثة في الإمارات، تساءل في نصّه «كلّ ما لدينا»، ما إذا كنا نحمل بداخلنا ما يكفي من الحب للحياة، مع أن لدينا ما يكفي من الماء؟ أم أننا لسنا مثل البدو الذين كانوا لا يجدون ما يكفي من الماء، ولكنهم يجدون الكثير من الحب من أجل الحياة؟ فيقول: إنه لا أحد هناك/ فقد حان الوقت لأتخذ طريقي نحو الصحراء/ هناك/ حيث لا أحد يغطي الأفق/ أو يمنع السماء من السقوط فوق رأسي/ حين يحين الشتاء/ أو يقترب الصيف بلهيبه الحارق/ سأكون الهائم الباحث عنك/ يطويني الليل كورقة في كتاب.
استلهام التراث
شمه البستكي، الحائزة على عدة جوائز، المشتهرة بعملها على تعزيز الثقافة الإماراتية وهويتها، ألقت قصيدة تستلهم التراث الإماراتي بعنوان «بيت البيت»، وهي من مجموعتها الشعرية الأولى بنفس العنوان، التي نالت من خلالها جائزة الإبداع من «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» في عام 2019.
اختتمت القراءات الشعرية بالشاعرة صفية سنكلير المولودة في مونتيغو باي، جامايكا، الحائزة على جائزة «دائرة نقاد الكتب الوطنية»، و«جائزة أو سي إم بوكاس للأدب الكاريبي»، تركز في نصوصها على مواضيع مثل الحرية والهوية والقوة التحويلية للأدب، تقول في قصيدتها «البيت»:
هل نسيتها؟ لهجة الصدف البرية/ علامة اقتباس سوداء ملتفة/ بشدة على لساني؟ أو كيف بنى الإسبان جدراناً/ من الزجاج المكسور لإبقائي في الخارج.