الشاعر محمد الشريف يكتب “طبول الحرب”

بقلم : محمد الشريف

طبول الحرب قد دُقَّت لها طرق فمـا رقـــت

طبول الحرب تنذرنا وللأسماع قد دقَّـــت

وللأذهـــان تعــلـمنـا بما تنبي إذا شبــــت

لها عين بها تنظـــــر لمن نظرت فقد عقت

فيا صاحي تجاهلهــا فلا تسمع ولا تنصت

فبالأحــزان تعيينــــا وتدمينــا إذا هبَّـــــت

طبول الحرب صارخةٌ وبالأهوال قــد ألقـت

لأن صراخها شـــــؤمٌ فللأخلاق ما عشقـت

تجـــاهلها وخاصمهـا فهذا الفوز إن هبـت

فكـم من ظالم رفعـــت وكم من فاضل قتلـت

فمـــن رام العلا قصـر ومن أحلافها أفلـــت

لأن وصالهــــــا نـــار وبالأحقاد مـذ رُفعـت

طبول الحرب قد دُقَّـت فللأكباد قـــد فتــَّـــت

فتطلق نارها طلـقـــــا وللأبدان قــد نهشــت

فتهــــــدم كـــل بنيـان لـهـا بـرق إذا هلــــَّت

تهــــز الروح ترديهـا وللأتراح ما أحيـــــت

فنجـــــزع من تجليهـا ونرقص إذا ما ولـَّـت

يغيب الحلم إن حلـَّــت ويأتي الودُّ إذ رحلت

فلا تخطب لهـــــا ودَّا ولا تجبن إذا نشبـــت

فلــلأشلاء قـاطعـــــة وللآمال ما وصلــــت

وللأحزان غارســـــة وللأرواح جـــــــــذت

بغير عقيدة عصـمــاء فلا تقبل وإن جــدت

ففي الهيجاء أحــزان بلا ديـــن فقد ضلَّت

فلا تقبل بغيـــر تقـــي وللطغيان لا تنصـت

وكــن كالليث إن هبَّت وللإسلام هي دانت

ولا تحزن إذا جــاءت وللرحمن قـــد قامت

ولا تفزع اذا دُقَّـــــت من الأوطان إنْ دُقَّـت

فللأوطان إحســـــانٌ وللأعداء لا تفلــــــت

وفي مصـــرٍ فرسان تدق العظــم إن دقَّت

لنا سيفٌ لنا مجــــدٌ لنا شعبٌ إن جـــاءت

فيا مصري لا تحزن لك درعٌ إن دُقَّــــــــت

يدق العظم واللحـــم وللأحباب قد رقـــــت

طبول الحرب قد دُّقت لنا جيشٌ إذا دُقَّــــت