الشاعرة الكبيرة محبوبة هارون تكتب: دربُ القليلِ فعنه يا حبيبتي لا تتراجعي
درب القليلِ فعنه لا تتراجعي
شعر/ محبوبة هارون
لا يا حروفي لا تَني لا تخضعي … لا تنحني بالرأس كلا وارفعي
حاشاك إنْ ضاقتْ وعمَّ بلاؤُها … حاشا ليأسٍ أن ينالَ فتجزعي
وتزودي من نبعِ (أحمدَ) واقتدي … ومن القرانِ من المَعين الأرفعِ
فالعز دارُك والسبيل الى المُنى … وبه حياتك فارتوي وترعرعي
والحرفُ بين يديكِ صبٌّ طيعٌّ … وأراه إن شئتِ كسيفٍ قاطع
والحرفُ قبل السيفِ نورٌ ساطعٌ … للحق يَهدي من يُنيب ومن يَعي
أنتِ الأبيةُ دانَ حرفُك للعلا … فلغيرِ وجهِ اللهِ لم تتطلعي
عاهدتِني دربَ الجهادِ وبابَه …فلم التراخي،بابَه فلتقرعي
وضَعِي الجراحَ على الجراحِ وواصلى … دربَ الكفاحِ ودحضَ حُجةِ مُدَّعي
عاهدتِني دربَ الجهاد وبابَه .. فإليه هيا ياحروفي أسرعي
فعقيدتي وخضوعُ قومي قاتلٌ … ما قدَّروها قضَّ ذلك مضجعي
تلك الهمومُ تَحُوُطنا منذ الصبا … للآن نحملُها ولما تُرفَعِ
فضعي الجراحَ على الجراحِ وقاومي… فالعجز عارٌ ذاك سرُّ توجعي
هجم السفيهُ مع الجهولِ وحاقدٍ …كادوا لسنة (أحمدٍ) والمرجعِ
ثورى على حرفِ النفاقِ ومزِّقي … ثوبَ العمالةِ و المهانةِ وانزعي
ألقىَ على الدينِ الحنيفِ نقائصا … ومضى يُحارب شرعَه لم يُمنع
أَلقىِ عليه بألفِ ألفِ قذيفةٍ … ودعيه في وسطِ السفاسفِ وارجعي
فلمثله تشتاقُ دركاتُ الشقا … ومن المعالي والمكارم مانعي
ذاك الذي أردَى المبادئَ بيننا … والنارَ أضرمَها ولم يَتورعِ
كوني كدرعٍ للمبادئ وافتدي … ولغير وجهِ اللهِ لا تتضرعي
كوني لحرفِ الحق نجما في الدُّجى … وعلى صحاريه كغيثٍ نافعِ
كوني لمن يَهوىَ الجمالَ كقبلةٍ … حيث الأماني و البيان الممتعِ
ولتعتلي بالحقِ عرشا و اصدقي … ولكل الوان المعالي ابدعي
من قبلِ إلا حاذري أن تُفتني … عرش التُقى من بعدها فتربَّعي
ولمن حباكِ الشعرَ قومي فاسجدي … و بكلِّ حرفٍ ألفُ ألفٍ واركعي
مهما لقيتِ يا حروفي فاثبتي … وإلى الطريقِ خُطاكِ لا لا تقطعي
أدري قليلا سالكيه على المدى … بالشوك مزروعٌ وذات تفجعِ
لكنه دربُ الحقوق وأهلِها… دربُ القليلِ فعنه لا تتراجعي