السياسة الخارجية العمانية .. أسس ومنطلقات ثابتة تمضي قدماً
كتب – سمير عبد الشكور:
السلطنة دولة سلام ، تسعى إليه وتعمل من أجل تحقيقه ولا تتردد في بذل كل ما يمكنها من أجل هذه الغاية النبيلة التي تتطلع إليها كافة شعوب المنطقة والعالم من حولها وفي مقدمتها الشعب العماني
سياسات السلطنة ومواقفها تتسم بالوضوح والصراحة والشفافية، في التعامل مع مختلف المواقف والتطورات
السلطنة تحتضن جهودا عديدة كثيرا منها غير معلن , للعمل على تقريب المواقف وتجاوز الخلافات بين الأطراف المعنية
السلطنة ترفض دوما مختلف صور الاستقطاب في المنطقة إدراكا منها لحقيقة أن ذلك لا يسهم في حل المشكلات والخلافات
السلطنة دولة مستقلة ذات سيادة وتدير علاقاتها ومواقفها بما يحقق مصالحها الوطنية ودون الإضرار بمصالح الدول الأخرى
منذ أن انطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ دخلت عمان مرحلة جديدة ومجيدة في تاريخها، تقوم على رؤية استراتيجية، شاملة ومتكاملة ، لبناء حاضر زاهر ومستقبل واعد لعمان ، شعبا ومجتمعا ودولة ، في كل المجالات وعلى مختلف المستويات ، سواء على الصعيد الداخلي ، او على مستوى علاقاتها مع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة في المنطقة وعلى امتداد العالم من حولها.
ولأن سلطنة عمان دولة ضاربة بجذورها في التاريخ ، وطالما لعبت دورا حيويا ، وحضاريا مؤثرا في حقب التاريخ المتتابعة ، فان الرؤية الثاقبة للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ تفاعلت فيها الخبرة الثرية للتاريخ العماني ، وطبيعة الموقع الاستراتيجي للسلطنة، وآمال الحاضر المتمثلة في بناء دولة عصرية تنعم بالسلام والأمن والاستقرار وتحقيق حياة أفضل للشعب العماني ، والتطلع الى أن يعم السلام والأمن والاستقرار منطقة الخليج ، وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي ، لتنعم كل شعوب المنطقة ودولها بالاستقرار والسلام والرخاء.
ومن هذا المنطلق الرائد أكد رحمه الله في احدى خطبه قائلا ” قد أثبت النهج الذي اتبعناه في سياستنا الخارجية خلال العقود الماضية جدواه وسلامته بتوفيق من الله ونحن ملتزمون بهذا النهج الذي يقوم على مناصرة الحق والعدل والسلام والامن والتسامح والمحبة والدعوة إلى تعاون الدول من أجل توطيد الاستقرار وزيادة النماء والازدهار ومعالجة أسباب التوتر في العلاقات الدولية بحل المشكلات المتفاقمة حلا دائما وعادلا يعزز التعايش السلمي بين الامم ويعود على البشرية جمعاء بالخير العميم”
وبحكمة وبعد نظر وقدرة على قراءة الأحداث والتطورات الاقليمية والدولية وتقاطعات المصالح في هذه المنطقة الحيوية من العالم ، وضع منطلقات وأسس السياسة العمانية ، داخليا وخارجيا وفي علاقات السلطنة مع الأشقاء والأصدقاء ، على قاعدة صلبة هي العمل من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار، ليس فقط على الصعيد الداخلي ، ولكن ايضا على الصعيدين الاقليمي والدولي ، انطلاقا من أن السلام والامن والاستقرار هي ضرورات لا غنى عنها للبناء والتنمية وصنع حياة أفضل ، وتكريس كل الجهود لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الأشقاء والأصدقاء على كل المستويات.
وقد أكد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ منذ سنوات عديدة أن السلطنة” دولة سلام ، تسعى اليه وتعمل من أجل تحقيقه ولا تتردد في بذل كل ما يمكنها من أجل هذه الغاية النبيلة، التي تتطلع اليها كافة شعوب المنطقة والعالم من حولها، وفي مقدمتها الشعب العماني، الذي مدّ جسور التجارة والمودة والصداقة مع كثير من شعوب المنطقة والعالم من حوله، شرقا وغربا منذ آلاف السنين.”
وأكد أن العمل من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الخليج والمنطقة العربية ، بل وعلى مستوى العالم، شكل جوهر السياسة الخارجية العمانية والركيزة التي انطلقت منها مواقف السلطنة ورؤيتها وتعاملها مع مختلف التطورات الخليجية والعربية والاقليمية والدولية ، ليس فقط لأن السلطنة ليس لها أعداء ، وليست لديها خلافات ولا صراعات مع أي طرف آخر ، ولكن أيضا لأنها تسعى الى بناء صداقات وعلاقات طيبة تقوم على التعاون المثمر والمصالح المتبادلة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة وعلى امتداد العالم أجمع.