النظام التجاري العالمي يمر بمرحلة حرجة، حيث تهدد التعريفات الجمركية الأميركية الجديدة النمو الاقتصادي والاستثمار والتقدم التنموي، وخاصة في الاقتصادات الأكثر ضعفا.
وفي الثاني من أبريل الحالى أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية متبادلة على الواردات من الدول الأخرى، مع تعريفة أساسية لا تقل عن 10%، والتي يمكن تعديلها إلى نصف التعريفات الجمركية التي تفرضها هذه الدول على الصادرات الأمريكية. كما فرضت الولايات المتحدة بالفعل تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، وترفع التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية إلى 20%. وهذا ينذر بحرب تجارية وشيكة.
وأعرب الخبير الدولي في مجال اللوجستيات الدكتور عمرو السمدوني عن قلقه العميق إزاء الإجراءات الجمركية الإضافية التي فرضتها الحكومة الأميركية.
وان ذلك يشكل انتهاكا صارخا لقواعد ومبادئ اتفاقية الجات، ويشكل تهديدا مباشرا لاستقرار النظام التجاري العالمي وينذر بتحول خطير في اتجاه التجارة الدولية.
وأكد الدكتور عمرو أن أساس تحرير التجارة الدولية هو إزالة التعريفات الجمركية والقيود غير الجمركية، وأن فرض تعريفات جمركية إضافية من شأنه أن يقوض العولمة ويشكل سابقة خطيرة قد تدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة. وأضاف أن الدول المتضررة من هذه التعريفات قد تتخذ تدابير مضادة ضد الواردات الأميركية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والتسبب في اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق.
وأشار السمدوني إلى أن اتفاقية النفاذ للأسواق المنبثقة عن اتفاقية الجات تحدد التزامات نحو 182 دولة وتفرض تعريفات جمركية بفئات محددة، وأن تجاوز هذه الحدود يُعد انتهاكًا لهذه الاتفاقيات، ما يفتح الباب أمام بعض الدول للتراجع عن التزاماتها الدولية وتفكيك منظومة تحرير التجارة.