مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

السفير مصطفى الشربيني: مؤتمر بون 2025 محطة مفصلية في مسار العمل المناخي العالمي نحو COP30

سعاد أحمد على 

في ظل تعقيدات المرحلة الانتقالية بين مؤتمري باكو (COP29) وبيليم (COP30)، يُعقد مؤتمر بون لتغير المناخ لعام 2025 (SB62) في الفترة من 16 إلى 26 يونيو، ليشكّل نقطة محورية في مسار المفاوضات المناخية العالمية، وليس مجرد محطة تقنية كما جرت العادة.

وأكد السفير مصطفى الشربيني، رئيس وفد سفراء المناخ، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المؤتمر يُعقد في لحظة اختبار حقيقية للنظام الدولي، وسط تصاعد الأزمات الجيوسياسية، وتراجع الالتزامات التمويلية، وازدياد الخطابات الشعبوية المناهضة للعمل المناخي.

وقال الشربيني:  “ندخل مؤتمر بون في ظل مؤشرات خطيرة تؤكد تسارع آثار تغير المناخ، مقابل تراجع الالتزامات من بعض الدول الكبرى. لذلك تبرز أهمية دور الأطراف غير الحكومية، لا سيما سفراء المناخ، في الدفع باتجاه تسريع التنفيذ وبناء الثقة من جديد.”

وأوضح الشربيني أنه سيعقد مؤتمرًا صحفيًا رسميًا يوم الاثنين 16 يونيو في تمام الساعة 3:30 عصرًا، في الغرفة رقم 4، بحضور الوفد المرافق، ضمن جدول المؤتمرات الرسمية للأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

محاور حساسة ومصيرية على طاولة مفاوضات بون 2025

1. هدف التكيف العالمي (GGA)

رغم مرور عقد على إقرار هدف التكيف في اتفاق باريس، لا تزال آليات تطبيقه محل نقاش. ويسعى مفاوضو بون إلى تطوير مؤشرات قياس ملموسة تشمل مجالات المياه، الصحة، الزراعة، التنوع البيولوجي، البنية التحتية، والتراث الثقافي، عبر تقليص القائمة الأولية من 9000 إلى 490 مؤشرًا قابلًا للتنفيذ.

2. ملف التخفيف: آمال مهددة بالتلاشي

برنامج عمل التخفيف (MWP) لم يحقق الزخم المطلوب، وسط مقاومة بعض الدول لتحويل نتائج التقييم العالمي الأول (GST1) — خاصة الدعوة للتحول عن الوقود الأحفوري — إلى خطوات فعلية.

3. المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs)

حتى الآن، لم تقدم سوى 22 دولة خططها ضمن الجولة الثالثة من المساهمات (NDC3)، من أصل أكثر من 190 طرفًا. الموعد النهائي الثاني في سبتمبر 2025 يفرض سباقًا محمومًا للوفاء بالتعهدات، خاصة مع اقتراب عرضها في تقرير تجميعي تحضره أمانة اتفاقية باريس.

4. نظام الشفافية المعزز

لأول مرة، تقدم أكثر من 110 دولة تقاريرها المناخية الثنائية ضمن نظام الإبلاغ العالمي الجديد، وتُعرض هذه التقارير علنًا في بون لتبادل الخبرات حول التحديات والفرص.

قد يهمك ايضاً:

“ريبيرو” يعلن تشكيل الأهلي لمباراة إنتر ميامي

5. تمويل المناخ: أزمة ثقة متواصلة

رغم تحديد هدف تمويلي جديد قدره 300 مليار دولار سنويًا في COP29، إلا أن هذا الرقم اعتُبر غير كافٍ. وتضغط الدول النامية من أجل خارطة طريق ترفع السقف إلى 1.3 تريليون دولار بحلول 2030، وهي رؤية تتبناها البرازيل ضمن ما يُعرف بمسار “باكو–بيليم”.

6. النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان

تبدأ في بون صياغة خطة عمل جديدة لبرنامج النوع الاجتماعي بعد تمديده لعشر سنوات. إلا أن المناخ السياسي المحافظ لبعض الدول يهدد فاعلية الخطة، وسط اعتراضات على مفاهيم مثل “التمييز المتقاطع” و”النوع الاجتماعي”.

7. تحضيرات COP30 في بيليم

يُناقش المؤتمر الاستعدادات اللوجستية لمؤتمر COP30 في مدينة بيليم البرازيلية، وسط تحديات كبرى تتعلق بالموقع الجغرافي في قلب غابات الأمازون، واحتمال حضور أكثر من 80,000 مشارك.

8. دور البرازيل كرئاسة لـ COP30

تحاول البرازيل استعادة دورها القيادي في ملف المناخ، عبر دمج وزارات رئيسية كوزارة المالية والزراعة في العملية التفاوضية، وطرح COP30 كمؤتمر للتنفيذ الفعلي لا مجرد الوعود.

رسالة وفد سفراء المناخ في بون

يحمل وفد سفراء المناخ بقيادة الشربيني رسالة واضحة:

“نؤكد على ضرورة الالتزام بمخرجات COP28، وتسريع التنفيذ المناخي، خاصة في مجالات تمويل التكيف المجتمعي، تمكين الشباب والنساء، وتعزيز العدالة المناخية.”

ودعا الشربيني إلى إعادة توجيه التمويل المناخي نحو مشاريع واقعية تخدم الدول الأكثر هشاشة، خصوصًا في إفريقيا والدول الجزرية.

 

بوصلة الطريق نحو COP30

واختتم الشربيني تصريحه بالتأكيد على أن مؤتمر بون يجب أن يكون محطة لتحديد الاتجاه لا مجرد إجراء بيروقراطي:

“نحن بحاجة إلى إجراءات حقيقية تتجاوز الشعارات. الكرة الآن في ملعب الحكومات والمؤسسات المالية الدولية لصنع الفارق في بيليم.”