مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الذكرى الثامنه لرحيل الفريق الشاذلي ” الذي ظلمه رؤساء مصر وكرمه السيسى

كتب_ يوسف سلامة

مع حلول ذكرى وفاة سعد الدين الشاذلي”او “روميل العرب ابن قرية شبراتنا مركز بسيون بمحافظة الغربية  ذلك الاسم الذي عانى من التجاهل على مر سنوات طويلة ولم يتذكره أحد ويكرمه سوى بعد وفاته، فهو قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية، وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري، كما يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973.

بدأت انجازاته العسكرية منذ النكسة؛ حيث أظهر تميزًا نادرًا وقدرة كبيرة على القيادة والسيطرة والمناورة بقواته خلالها، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات في الفترة من 1967 لـ 1969، وقد كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصرى يتم فيها الجمع بين القوات الثلاث، أما عن حرب أكتوبر فقد كان له الفضل في وضع خطة المآذن العالية التي ساعدت على الهجوم على إسرائيل، وأشاد عدد من الشخصيات العسكرية بدوره في حرب أكتوبر، حيث قال  مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق اللواء محمد علي بلال عنه “هذا الرجل أكثر شخص ظلم في مصر، فهو مهندس حرب أكتوبر، وكنا نقول كضباط بالقوات المسلحة إن النصر، الذي جاء من عند الله في المقام الأول، كان عماده الفريق سعد الشاذلي”.

ولكن بانتهاء حرب أكتوبر بدأت الأزمات تواجه الشاذلي، فبعد توقيع الرئيس أنور السادات لمعاهدة كامب ديفيد عام 1978، انتقد الفريق الشاذلي بشدة تلك المعاهدة وعارضها علانية ، واتخذ القرار بترك منصبه سفيراً لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي،.

وفي نفس العام أصدر السادات مذكراته “البحث عن الذات” واتهم فيها الشاذلي بالتخاذل أثناء الحرب، هذا ما دفع به للرد على السادات بنشر مذكراته “حرب أكتوبر”، واتهمه بإتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين به من العسكريين، وتدخله المستمر للخطط العسكرية أثناء سير العمليات على الجبهة، كما اتهمه بإساءة استعمال سلطاته، وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيًا في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1983؛ بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسية.

حيث تم محو جميع الصور التي يظهر فيها الفريق الشاذلي  داخل غرفة العمليات، واستبدالات بصور يظهر فيها  رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في ذلك الوقت اللواء محمد عبدا لغني الجسمي، في محاولة  بمحو أي دليل يشير إلى دور الفريق الشاذلي في معركة العبور، كما أنه هو الوحيد الذي لم يتم تكريمه، وتم تجاهله في الاحتفاليات التي أقامها مجلس الشعب لقادة حرب أكتوبر؛ والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة.

 

وبعد مرور أربعة عشر عامًا من وجوده منفيًا بالجزائر، عاد الشاذلي ليتم القبض عليه فور وصوله إلى مطار القاهرة، بتهمة نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، وإفشاء أسرار عسكرية في كتابه، وأثر  قضاء مدة الحكم عليه بالسجن الحربي التابع للجيش الثالث الميداني، بعد مصادرة جميع الأوسمة والنياشين، حتى تم الإفراج عنه سنة 1993 ليعيش في عزلة عن المجتمع، ويكتفي بعمله كمحللًا سياسيًا.

قد يهمك ايضاً:

ومرت سنوات العزلة ليموت أحد أهم الشخصيات العسكرية في التاريخ المصري الحديث، بعد معاناة طويلة مع المرض يوم 10 فبراير 2011، أي في فترة ثورة يناير وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه عمر سليمان تنحي مبارك عن منصبه كرئيسًا للجمهورية، ليحاول الثوار أن يوفوه جزء من حقه بأداء صلاة الغائب على روحه بالتحرير، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة حضرها آلاف الضباط والجنود من أفراد القوات المسلحة، التي تقدمها  قائد المقاومة الشعبية في السويس الشيخ حافظ سلامة.

وصرح سعيد سعد الشاذلي انه تم اصدار عدة مؤلفات، كتب الفريق الشاذلي أربعة كتب متنوعة لم ينشر في مصر منها سوى كتاب “حرب أكتوبر”، ونشرت باقي الكتب فقد صدرت جميعاً في الجزائر؛ وهي “الخيار العسكري العربي”، و”الحرب الصليبية الثامنة (في جزئين)”، و”أربع سنوات في السلك الدبلوماسي”.

وبعد وفاته بدأ العالم يتذكره، حيث قالت ابنته شهد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أعاد إلى أسرته نجمة سيناء بعد أسبوعين من تنحي مبارك، كما منحه قلادة النيل العظمى لدوره الكبير في حرب أكتوبر، كما تم تسمية اسم الفريق الشاذلي على إحدى دفعات الكلية الحربيه.

 

 

تكريم السيسى لاحفاد الفريق الشاذلى

 

اترك رد