مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الدين درع حصين ضد التطرف

 

بقلم: د. أسماء الجرف

عضو هيئة التدريس بجامعة الازهر الشريف

لا شك أن التعليم الديني الصحيح يشكل خط الدفاع الأول ضد الأفكار المتطرفة التي تحاول استغلال عقول الشباب وتوجيههم نحو مسارات ضيقة وعنيفة. فالدين الإسلامي دين وسطية واعتدال، يدعو إلى التسامح والرحمة والتعايش السلمي مع الآخرين

القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة زاخران بالأدلة على ذلك ، حيث تؤكد الآيات والأحاديث على أهمية العلم والتعلم ، وعلى ضرورة التفكر والتدبر في الكون وفي كتاب الله. يقول الحق تبارك وتعالى : ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: 9). وهذا يدل على أن العلم نور يهدي الإنسان إلى الصراط المستقيم ، ويحميه من الضلال والانحراف.

قد يهمك ايضاً:

نهضة بركان: الأسد الإفريقي الذي لا يهدأ

كما أن الإسلام يدعو إلى التسامح والتعايش السلمي مع أصحاب الديانات الأخرى ، يقول تعالى في محكم كتابه : ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ (الأنعام: 108). وهذا يعني أن الإسلام يرفض التطرف والعنف بكل أشكاله، ويدعو إلى الحوار والتفاهم مع الآخرين.

لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة لنا في التسامح والرحمة ، فقد عاش بين قومه مشفقًا عليهم ، داعيًا إياهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد أمر أصحابه بالرفق بالناس، وحسن معاملتهم ، حتى مع أعدائه.

إن التعليم الديني الصحيح هو الذي يزرع في نفوس الشباب هذه القيم النبيلة ، ويحصنهم ضد الأفكار المتطرفة التي تحاول تشويه صورة الإسلام وتعطيل رسالته السمحة، فمن خلال فهم صحيح للدين، يستطيع الشباب أن يميزوا بين الحق والباطل، وأن يتحلوا بالثقة بالنفس والاعتزاز بدينهم.

ولتحقيق هذا الهدف ، يجب أن نعمل على تطوير المناهج الدراسية الدينية ، بحيث تتناسب مع حاجات الشباب، وتعتمد على أساليب حديثة في التدريس. كما يجب أن نحرص على اختيار المعلمين المؤهلين الذين يتمتعون بالكفاءة العلمية والأخلاقية

إننا بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل بناء جيل واعٍ بدينه، متمسك بقيمه، قادر على مواجهة التحديات التي تواجهه. فبذلك نضمن مستقبلاً أفضل لأمتنا وأوطاننا