مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الدول الناطقة بالإسبانية تحتفل بذكرى ميلاد نجيب محفوظ

تقرير – المنشاوي الورداني:

احتفلت عواصم العالم بالذكرى الـ111 لميلاد نجيب محفوظ عميد الرواية العربية والذي ولد في 11 ديسمبر سنة 1911 ورحل عن عالمنا في 30 أغسطس من سنة 2006 حيث ترك إرثا كبيرا من الفن والإبداع.

و لقد ظلت روايات الكاتب المصري نجيب محفوظ تحظى باهتمام بالغ من طرف العالم الناطق باللغة الإسبانية، وما انفكّت تتوالى ترجماتها إلى هذه اللغة، وهي ما انفكّت تحتلّ يوما بعد يوم مكانة مرموقة في الأوساط الأدبية، سواء في إسبانيا أو في مختلف بلدان أميركا اللاتينية.

وكانت معظم هذه البلدان قد انضمّت إلى الأوساط الأدبية في مصر، وفي بعض البلدان العربية والعديد من عواصم العالم، للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد نجيب محفوظ عام 2011، وقد أعيد نشر بعض أعماله الروائية المترجمة إلى اللغة الإسبانية، كما نُظمت العديد من الفعاليات واللقاءات والندوات الثقافية والأدبية في هذه البلدان حوله، ونشرت دراسات نقدية وتحليلية لأعماله، حيث اتفقت رؤى النقاد في إسبانيا وفي أمريكا اللاتينية على عظمة هذا الروائي المبدع الذي كان أوّل كاتب عربي يعانق جائزة كبرى من مستوى عالمي عالٍ مثل نوبل، وقد تمّت مؤخّراً ترجمة روايات أخرى جديدة له إلى اللغة الإسبانية، وأصبح كاتبا مألوفاً ومعروفاً يتهافت عليه القرّاء بهذه اللغة وبمختلف اللغات الحيّة الأخرى .
وفي هذا الإطار نشرت الصحف الإسبانية مقالة المستشار السياحي في إسبانيا حمدي زكي حول ذكرياته مع الأستاذ الراحل نجيب محفوظ جاء فيها :
” بالأمس حلت ذكري مولد الاستاذ نجيب محفوظ لذا أدعوكم مشاركتي الاحتفال بذكراه بمشاهدة فيديو عن محاضرة لي بمدريد لإحياء ذكرى مولده وهو التقليد
الذى اتبعته سنويا منذ ثلاثة عقود وكان الأستاذ في حياته يلبي طلبي بافتتاح المحاضرة بصوته عبر الهاتف . ويحضرنى هنا موقفان اعتز بهما حيث يدلان على نبله وزكائه وكرمه وتواضعه ويتجلى ذلك في الحوار التالي الذي أجريته معه هاتفيا من مدريد بيما هو في منزله وهو مسجل عندى علي كاسيت وفيديو
أستاذنا :
الأسبان هنا مجتمعون للاحتفال بعيد ميلادك وقد أحضروا شهادات تقدير وجوائز لحضرتك ونظرا لأن حضرتك لم تستطع السفر هذا العام لاستلام جوائز التقدير نتمنى تشرفنا بالحضور العام القادم وياريت لو هذا العام ترسل إحدى ابنتيك لاستلام الجوائز وأذكر أن السيدة الجليلة عطية الله زوجته كانت تردد كلامى له حيث كان يعانى صعوبة السمع حينئذ وجاءت الإجابة عبر الهاتف بينما الأسبان يستمعون:
” يا حمدى لماذا ابعث ابنتى ،انت ابنى وانا افوضك باستلام الجوائز وسجل ده عندك وأود بهذه المناسبة أن أشكر الأسبان و أشكرك لانكم الوحيدين الذين افتكرتونى واعدك العام القادم سأحاول اكون معكم فلإسبانيا أهمية كبري في نفسي .
جاءت المحاضرة وهذا الحوار ١١ ديسمبر ٢٠٠١ ولا أنسى تعليق الحضور : نحن لا نعرف اللغة العربية ومع ذلك نقدر نقول لك أن صوته جميل ورخيم وليس له مثيل وكان قد بلغ التسعين ربيعا.
ومما هو جدير بالذكر أنه لم يسافر قط في حياته (فقط سافر مرتين : اليمن ويوغوسلافيا في مهمة بتكليف من الزعيم جمال عبد الناصر) وكان قد كلف الكاتب المرموق محمد سلماوى باستلام جائزة نوبل بالإنابة عنه جنبا الي جنب مع ابنتيه .
ومن أهم أعماله رواية زقاق المدق حيث استطاع بنجاح الغوص في أعماق النفس البشرية لسكان الزقاق ؛ في معالجة نفسية لمشاكل وهموم وطموحات أهل الزقاق والتى انطلق منها للتعبير عن هموم الإنسان في أي بقعة من بقاع العالم ليتحول معها الزقاق والحارة للعالمية لذا استحق بها العالمية هذا وقد تحولت تلك الرواية لفيلم سينمائى بالسينما المصرية كانت بطلته الفنانة والمطربة شادية أسطورة السينما والطرب المصرى والعربي كما قامت المكسيك بإنتاج فيلم لنفس الرواية بطولة سلمى حايك نجمة هوليود المكسيكية من أصل لبنانى والذى رصد أهم الجوائز بمهرجان السينما بلوس انجلوس . كما شرفت كل من السينما المصرية والمكسيكية بتحويل رواية بداية ونهاية لفيلم سينمائى كان بطل النسخة المصرية الفنان عمر الشريف وأذكر حين اصطحبت وفد مكسيكى لمصر للقاء الأستاذ نجيب محفوظ الذى استقبلنا في منزله مارس ١٩٩٦ حيث قدموا له شهادات التقدير وجوائز التفوق ودار حوار استمر لساعتين بحضور مندوب الأهرام وبحضور صديقي ايهاب علي. أذكر أن قال لي صاحب نوبل :
حمدى بلغهم شكري لقيام المكسيك بعمل فيلمين من رواياتي فأجبته وقريبا يتم عرض فيلم ثالث مكسيكى لرواية ثالثة لحضرتك فسألني في دهشة أي رواية وأجبته
عن رواية السيد المحترم فماكان منه أن راح يفكر متأملا قائلا : شئ مدهش .

قد يهمك ايضاً:

الرياض تُتوَّج بلقب عاصمة البيئة العربية في ختام فعاليات…

المملكة تعقد اجتماعًا وزاريًا للدول العربية لتعزيز جهود…

زقاق المدقّ والشّاشة الكبيرة

وبالإضافة إلى العناية الفائقة التي خصّت بها السينما المصرية أعمال الكاتب نجيب محفوظ في موطنه، حيث أخرجت العديد من الأفلام انطلاقا من نصوص رواياته على اختلافها، فقد نقلت كذلك بعض أعماله الروائية إلى السينما خارج بلاده، بخاصة في العالم الناطق باللغة الإسبانية، وعلى وجه التحديد في المكسيك، وهكذا كان المخرج المكسيكي خورخي فونس قد نقل عام 1994 رواية نجيب “زقاق المدقّ” إلى السينما، بعد إجراء تغيير طفيف على عنوان الفيلم باللغة الإسبانية، وهو “زقاق المعجزات”، وذلك حسب الترجمة التي وضعت لعنوان هذه الرواية في اللغة الإسبانية. وقد جعل المخرج أحداث الرواية تتماشى وتتأقلم مع الوسط الشعبي المكسيكي.

وحصل هذا الفيلم على جائزة غويا السينمائية الإسبانية، وهي أعلى وأرقى تكريم يمنح في عالم الفنّ السابع في هذا البلد. كما كان المخرج المكسيكي أرتورو ريبشتاين كذلك قد نقل عام 1993 رواية نجيب محفوظ “بداية ونهاية” إلى السينما أيضا.

وقد ترجمت إلى اللغة الإسبانية في إسبانيا وأميركا اللاتينية ما ينيف على ثلاثين رواية لنجيب محفوظ، منها: “السّراب”، و”بداية ونهاية”، و”خان الخليلي”، و”بين القصرين”، و”قصر الشوق”، و”اللصّ والكلاب”، و”أولاد حارتنا”، و”خمّارة القط الأسود”، و”زقاق المدقّ”، و”حبّ تحت المطر”، و”القاهرة الجديدة”، و”ليالي ألف ليلة وليلة”، و”السماء السابعة”، و”رحلة ابن فطّومة”، و”حديث الصباح والمساء”، و”المرايا”، و”مقهى الكرنك”، و”ميرامار”، و”همس الجنون”، و”صباح الورد”، وسواها من الروايات والأعمال الإبداعية الأخرى.

 

التعليقات مغلقة.