بقلم – د محمد صبري الحديني:
الكثير من الأمهات تكتشف إصابة الأطفال بأمراض القلب الروماتيزمية وهى حالة تتضرر فيها صمامات القلب بسبب عملية مرضية تبدأ بعدوى الحلق التى تسببها بكتيريا المكورات العقدية، إذا لم تعالج العدوى تؤدى إلى الحمى الروماتيزمية التى قد تؤدى نوباتها المتكررة إلى أمراض القلب الروماتيزمية، وتعود أسباب ذلك إلى عدوى الحمى الروماتيزمية وهى مرض التهابى يصيب الأنسجة الضامة فى الجسم وخاصة القلب أو المفاصل أو المخ أو الجلد، عندما تتسبب الحمى الروماتيزمية فى إتلاف القلب بشكل دائم، تسمى هذه الحالة بمرض القلب الروماتيزمى، ويمكن أن يعانى الأشخاص من جميع الأعمار من الحمى الروماتيزمية الحادة، ولكنها تحدث عادةً عند الأطفال من سن الخامسة إلى الخامسة عشرة.
وتتنوع الأعراض فيظهر على الطفل حمى تورم، واحمرار المفاصل، وألم، خاصة الركبتين والكاحلين والمرفقين وفوق المفاصل المنتفخة.
ويتم التشخيص عن طريق التوجه لزيادة الطبيب المختص ويتم عمل تصوير الصدر بالأشعة السينية وتخطيط القلب لتحديد ما إذا كان القلب قد تأثر أم لا، وتخطيط صدى القلب هو تقنية ترسل موجات صوتية إلى الصدر للارتداد من صمامات القلب وجدرانه، تظهر الموجات المسجلة شكل وملمس وحركة الصمامات، كما يُظهر حجم وعمل غرف القلب، هذه التقنية لا تؤذى المريض ولا تشكل خطرًا عليه ويتم تحديد العلاج المحدد بناءً على الحالة الصحية العامة والتاريخ الطبى ومدى انتشار المرض، وبما أن الحمى الروماتيزمية هى سبب أمراض القلب، فإن أفضل علاج هو منع حدوث الحمى الروماتيزمية، يمكن للبنسلين والمضادات الحيوية الأخرى عادة علاج التهاب الحلق (عدوى بكتيرية A Streptococcus)، غالبًا ما يتم إعطاء المرضى الذين عانوا سابقًا من الحمى الروماتيزمية
علاجات مستمرة (يومية أو شهرية) بالمضادات الحيوية، ربما مدى الحياة، لمنع النوبات المستقبلية من الحمى الروماتيزمية وتقليل مخاطر تلف القلب.
هناك بعض النصائح والإرشادات على الأم ان تأخذ بها للحفاظ على قلب طفلها وللوقاية من أمراض القلب الروماتيزمية عن طريق الوقاية من الحمى الروماتيزمية نفسها وتجنب الوقوع فيها ويمكن تحقيق ذلك عادة عن طريق العلاج السريع والكافى لعدوى الحلق بمضادات حيوية وإذا تطورت الحمى الروماتيزمية فقد تكون هناك حاجة للعلاج المستمر بالمضادات الحيوية الأشد واستخدم البنسلين طويل المفعول لمنع المزيد من النوبات بشكل مستمر ومنظم كل شهر أو كل ١٥ يوماً حسب حاجة المريض ودرجة انتشار العدوى.
أما عن الحالات المتقدمة لإصابة صمامات القلب بالحمى الروماتيزمية مع عدم استخدام الطرق والأدوية الفاعلة للحد من تطور المرض وهنا قد يحدث ضيق شديد وتكلسات أو ارتجاع على صمامات القلب وخاصة الصمام الميترالى وفى حالات الإصابة الشديدة للصمام تكون خطة العلاج عن طريق توسيع الصمام الميترالى بالقسطرة القلبية باستخدام البالون أو التدخل الجراحى باستبدال الصمام فى بعض الحالات وخاصة عند إصابة أكثر من صِمَام من صمامات القلب.
التعليقات مغلقة.