أنا منبهر باداء يسرا اللوزي في “لا شمسية”. فلا شك ان ادارة المخرج المميز كريم الشناوي لكل ممثلي المسلسل، كبارا وصغارا، ومخضرمين او جدد، تمثل درجة عالية من الحرفية في خضم ما قدمته وتقدمه الدراما المصرية لجهة القدرة على الاستيعاب والتعبير عن حالات نفسية حساسة ومركبة.
لكن قدرة يسرا اللوزي على التفاعل مع عمق حالة الاكتئاب المتداخلة مع ثقل وقع الصمت المرافق للأصول التي رافقت تطور تلك الحالة لدى شخصية “رباب”، هو ليس بأقل من ان يكون علامة فارقة ومفصلية في تشخيص تفاصيل مكونات الحالات الانسانية المعقدة للشخصية الدرامية الرمضانية لهذا العام.
فدور اللوزي في “لام شمسية”، وبخلاف كل الأدوار الأخرى في المسلسل، هو بغالبيته العظمى اداء صامت، مكبوت، لا ينفع معه اي من مظاهر “الانفجارات” التعبيرية (صراخ، إجهاش في البكاء، انهيارات، ومبالغات في أسلوب التواصل او ردات الفعل مع الشخصيات الاخرى)، والذي اصبح مؤخرا من اكثر مواطن الضعف في التمثيل في الدراما المصرية بشكل عام، وان كان بنسبة اقل في “لام شمسية”.
اللوزي هنا هي في اوج قدرتها على تشخيص ما هو مدفون في عمق وعي ولا وعي المرأة المستضعفة والتي تحاول المقاومة، وحيدة، وخائفة، ومنعزلة،ومحاصرة من قبل مجتمع يستسهل ادانة الضحية…
يسرا اللوزي اثبتت اليوم انها قمة وطاقة تمثيل مصرية فريدة، استطاعت تلقف دور قد لا تقوى أو تجرؤ على تلقفه وبهذه المقدرة اي ممثلة او ممثل آخر عرفته الدراما عندنا.
د.مالك خوري : رئيس قسم السينما بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.