أحمد مصطفى:
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، الملتقى الأسبوعي “ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة”، تحت عنوان: “التأويل الحداثي للوحي الإلهي.. رؤية إسلامية”، بحضور أ.د عبدالفتاح العواري ، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، وأ.د محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام الديني بجامعة الأزهر، وأدار الحوار د. أحمد الطباخ، عضو المكتب الفني بالجامع الأزهر الشريف.
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، إن أمتنا الإسلامية تواجه بين الفينة والأخرى بعض الفئات الشاردة، التي تعلو أصواتها تحت دعوى التجديد، الذي هو في حقيقته تبديد، فهم لا يؤمنون بالحقائق الثابتة التي أخبرنا بها الله تعالى ولكن يفسرون الأمور حسب أهوائهم، أما نحن فلدينا اليقين بالله تعالى انطلاقا من إيماننا الجازم القائم على الدليل من الكتاب والسنة، والذي هو قوام الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه وجميع الغيبيات التي أخبرنا بها.
وأوضح فضيلته أن الحداثة قد نظرت إلى كتاب الله تعالى كنظرة النقاد للكتب البشرية، بهدف إخضاعه للنقد لتشكيك المؤمنين به، زاعمين أن الوحي عبارة عن معاني نفسية وليست قوة خارجية، وهذا فكر خاطئ بالدليل من القرآن في قوله تعالى: ” وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا”، فالقرآن كتاب الله، وتشكيكهم فيه محض كذب وافتراء، مؤكدا أنهم يريدون سلخ الأمة عن هويتها حتى يهون عليها التفريط في الدين وكتاب الله، فتصبح الأمة ضعيفة مستسلمة يسهل السيطرة عليها وعلى مقدراتها وخيراتها، وما نراه الآن من ضعف ما هو إلا ثمرة مرة للحداثة، مشيرا إلى أن التقدم الحضاري ما هو إلا نتاج أقلام من كتبوا التراث في تاريخنا الإسلامي، فالعالم لم يعرف التقدم ولا الحضارة إلا بأقلام علماء المسلمين، محذار الشباب من الأفكار الخبيثة والماكرة للحداثة.
من جهته، قال الدكتور محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، إن التأويل هو التفسير والبيان، ومنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، والتأويل الحداثي للقرآن هو التأويل المذموم، وله علامات وأمارات يجب الانتباه لها، ومن أهمها عدم الالتزام باللغة العربية، وعدم الالتزام بسياق النص، ومخالفة النصوص الصريحة، وتقديم العقل على النقل وغيرها من العلامات التي يسهل تمييز التأويل المذموم بها، مؤكدا أن التأويل الحداثي يهدف إلى تضليل الناس وتشويه الإسلام والخروج عن مقاصد الشرع.
وبين فضيلته، أن الحداثة هي القطيعة مع التراث، وأن هناك خلط بين الحداثة والتحديث، فالإسلام هو أول من نادى بالتحديث والأخذ بأسباب النهضة والتقدم، ونحن مع التحديث، لكننا ضد الحداثة التي تقوم على محاور أهمها القطيعة مع الدين، والتمرد على القيم والدعوة للتقليد الأعمى، لافتا أن للحداثة محاور أهمها الأنسنة، أي نزع القداسة عن الوحي الإلهي، والعقلنة، أي إعمال العقل فيه رغم قصوره، والأرخنة، أي ربط الأحكام الفقهية والشرعية بسياقات تاريخية وزعم أنها لم تعد تصلح لزماننا، على عكس الحقيقة.
هذا؛ ويعقد “ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة” يوم الثلاثاء من كل أسبوع، في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، حيث كان بمسمى “شبهات وردود” وتم تغييره لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، بعد نجاحه طوال شهر رمضان والذي كان يعقد يوميًا عقب صلاة التراويح، ويتناول هذا الملتقى في كل حلقة قضية تهم المجتمع والوطن، والعالَمَين العربي والإسلامي.
التعليقات مغلقة.