كتب: عبد الرحمن هاشم
تناول الدكتور طارق حسين عثمان البرمبلي أستاذ طب وجراحة الرمد والعميد الأسبق لكلية الطب جامعة الزقازيق جملة من المسائل الصحية التي تهم كل إنسان يبغي لعينيه المعافاة والسلامة.
وقال في حديثه لـ”مصر البلد الإخبارية” إن انتشار حوادث الطرق وانتشار الفيروسات والميكروبات في الهواء تزيد من نسبة الإصابة بأمراض العيون في مصر.
يلي ذلك الأمراض المزمنة مثل المياه البيضاء والمياه الزرقاء ومضاعفات مرض السكر.
وقال “هناك الكثير من الفيروسات التي تصيب العين وبخاصة في فصل الصيف وعن طريق حمامات السباحة، إلى درجة قد تصل أحياناً إلى الوباء وتؤدي إلى الاحتقان والإصابة بالتهاب الأوعية الدموية الصغيرة التي توجد على سطح العين”.
وأوصى د. طارق حسين البرمبلي مرضى السكر ومن هم فوق سن الأربعين بالمتابعة الدورية عند طبيب العيون “لاكتشاف الأمراض التي يمكن أن تصيب العين والسيطرة عليها مبكراً”.
وأشار إلى أن العين بها جهازين بصري وعصبي، وبالنسبة للأطفال فإن طول النظر إذا لم يكتشف مبكراً يؤدي إلى الحول وإن لم تتم معالجته فإنه يدخل الطفل في مرحلة تسمى كسل العين.
وهنا “لابد للأسرة والمدرسة معاً إجراء اختبارات للأطفال باستمرار حول طول النظر وقصره”.
وقال إن إصلاح خلل الطول والقصر في النظر تتم الآن معالجته بعمليات الليزك عند سن 18 سنة وبالتالي فارتداء الأطفال للنظارة أصبح أمراً موقوتاً ببلوغ هذه السن ولن تلازمهم طول عمرهم.
وبسؤاله عن ارتداد المرض بعد إجراء عملية الليزك أجاب:
الليزك جراحة آمنة ومضاعفاتها نادرة الحدوث طالما قام بها المتمرس الخبير وهي تقنية حديثة يتم بها نزع جزء من القرنية لتعويض طول النظر أو قصره دون أن يكون هناك حالة ارتداد.
والمشكلة تأتي من التسرع وأعني به تسرع المريض أو الطبيب في إجراء العملية لأن العملية لا تجرى إلا بعد ثبات نظر المريض عند سن 18 ولو وجد الطبيب أن نظر المريض لم يستقر بعد عند هذه السن فيرجئه إلى حين ثبات نظره وهنا يستطيع إجراء عمليته وهو مطمئن.
ولذا أنصح أبنائي الأطباء ألا يجروا الليزك لإنسان يتغير نظره باستمرار، وعليهم أن يضعوا المريض لمدة سنة تحت الاختبار فلو وجدوا أن نظره ينقص يمتنعوا عن إجراء العملية ولو وجدوا ثبات نظره عند درجة واحدة طوال هذه السنة يشرعوا في إجرائها.
وبسؤال د. طارق حسين كيف للأم أن تعلم أمبصر رضيعها أم غير مبصر؟ قال:
إذا أقفل جفنيه وهي تفتح عليه النور فهو يتأثر بالضوء والحمد لله.
وعن مشكلة المياه البيضاء قال: المياه البيضاء العادية تصيب الكبار مثل الشعر الأبيض، وقد تصيب مريض السكر صغير السن وفي هذه الحالة تكون من مضاعفات السكر.
وهناك مياه بيضاء تنشأ من التهابات القزحية، والعامة ينتشر بينهم مقولة ارتداد المياه البيضاء مرة أخرى وهي مقولة غير صحيحة لأن معنى المياه البيضاء أن عدسة العين أصابها الاعتام ومعنى عملية إزالة المياه البيضاء هو وضع عدسة صناعية فوق المحفظة الخلفية للعين، وتوجد نسبة تقدر بـ 10% من الناس تتعرض لإعتام المحفظة الخلفية ذاتها مع مرور الزمن فيشعر المريض بالأعراض التي كانت عنده من قبل فيظن أن المياه رجعت له مرة ثانية وما هي بمياه لو يعلم ولكنها عتامة حصلت في المحفظة الخلفية.
وعلاج ذلك بسيط جداً لو يعلم كذلك، فبمجرد أن يفتح الجراح فتحة صغيرة في هذه المحفظة الخلفية يعود البصر إلى المريض مرة أخرى؛ فالمسألة مسألة تنظيف للمحفظة الخلفية لا أكثر ولا أقل.
وحول عدسة العين وما يمكن أن يصيبها قال د. طارق حسين البرمبلي: بجهاز إبصار العين عدسة تغير شكلها حتى يتمكن الإنسان من النظر قريباً وبعيداً وهي تعمل لمدة 40 سنة بكفاءتها العالية وبعد الأربعين يبدأ انقباضها وانبساطها يتأثر بالزمن والعمر فتتأثر الرؤية وهنا نعوضها بعدسة صناعية.
والشخص الطبيعي الذي لا يرتدي نظارة طوال عمره إذا بدأ يفقد رؤية الأشياء القريبة بعد سن الأربعين أو بدأ يرى الأشياء بزغللة ننصحه بعمل نظارة قراءة.
وأوضح د. طارق حسين أن الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر والنظر لمدة طويلة إلى شاشة الموبايل أو الكتاب معناه أن تظل العين مفتحة لفترة طويلة دون رمش وبالتالي تجف الدموع التي بها وهذا ما يسميه العلم جفاف العين.
ومن الطبيعي أن ترمش العين في الدقيقة الواحدة 16 مرة لكن هذه المرات تقل إذا ما ركزنا النظر في الشاشات أو الكتب لأن الرمش الكثير هو الذي يوزع الدمع في العين ونتيجة لقلة هذا الرمش يشعر المريض بحكة وحرقان في العين.
وبسؤاله عن الهالات السوداء حول العين أجاب: يمكن إزالتها بالتغذية الصحية والكريمات الطبيعية وتجنب السهر والإرهاق الشديد.
وعن دمع العين قال: خلق الله سبحانه وتعالى لكل عين دمع يكفيها لترطيبها وتنظيفها دون أن تسيل على الخد وهو يفرز من الغدة الدمعية وينزل بعد أن يقوم بعملية الغسيل إلى القناة الدمعية في الأنف.
ويزيد إذا ما تعرضت العين لقذى أو غبار أو هواء بارد فيسيل على الخد لأن قدرة القناة الدمعية لا تستطيع استيعابها بهذه الغزارة، وتزيد كذلك في حالات الفرح والحزن والتثاؤب.
وعن سر الكحل في العين قال إنه يضفي لمسة جمال على العين ويقوي الرموش لكن المكحلة أداة شخصية قد تنقل العدوى.
ورحب د. طارق حسين البرمبلي أستاذ طب وجراحة العين بجامعة الزقازيق بتدليك العين باليد النظيفة لكنه لم يرحب مطلقاً بالنظر بتركيز أو حد البصر إلى شمعة أو قرص الشمس عند الغروب أو الشروق لأن ذلك يعرض العين للموجات فوق البنفسجية وهي ضارة جداً.
وأضاف أن الإنسان إذا نظر إلي الشمس في حالة كسوفها فإنه يعرض الشبكية إلى الاحتراق.
لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفزع إلى المسجد والمسلمون معه رجالاً ونساءً وأطفالاً ويطيل الصلاة حتى يزول الكسوف لأنهم لو نظروا وأطالوا النظر لاحترقت شبكيتهم أي فقدان القدرة على الابصار نهائياً وهم لا يشعرون.
كما حذر العميد الأسبق لطب الزقازيق نافخي الزجاج من الأشعة تحت الحمراء التي يتعرضون إليها فقد تؤدي بهم إلى إصابتهم بالمياه البيضاء وإذا زادت نسبتها فإنها تحرق القرنية أي عدم الإبصار.
وأوصى العاملين باللحام والمتعاملين مع أفران صهر الحديد بارتداء النظارة التي تحميهم من هذه الأشعة.
وقال إن المناطق الواقعة في محيط دائرة خط الاستواء تتعرض أكثر من غيرها إلى الموجات فوق البنفسجية وهناك لا بد من ارتداء النظارات الشمسية التي تمنع تسرب هذه الموجات إلى العين.
كما نصح بعدم التعرض للعواصف الترابية كي لا تؤذي العين، وعدم وضع المكياج كي لا يؤذي الجفنين الحساسين.
وقال إن العين جزء رقيق في جسم الإنسان وقد أكسبني التعامل معها الرقة والدقة.
وأكد أن رفة الجفن أو العين لا تعني سوى الإجهاد أو نقص في التغذية.
وأوضح أن عين الكفيف تمرض كما عين البصير، وأن معجزة عيسى عليه السلام تمثلت في أنه يبريء الأكمه أي الذي كف بصره منذ مولده بينما أطباء العيون لا يستطيعون ذلك ولكن الله جعلهم سبباً في شفاء المبصرين إذا مرضوا.
وقال إن ضغط العين ليس له علاقة بضغط الدم لكن المصاب بضغط الدم العالي معرض للإصابة بضغط العين.
ويحذر د. طارق حسين البرمبلي تلاميذ المدارس والأطفال عموماً من تسليط أشعة الليزر على أعين بعضهم البعض فإنها تصيب الشبكية بالضرر.
وعن أطرف المواقف التي تعرض لها قال: فوجئت وأنا أجري العملية لسيدة ريفية كف بصرها بالمياه البيضاء وبمجرد أن أبصرت المرأة إذا بي أسمع منها زغرودة فقلت لها هلا صبرتي حتى أتم العملية.
ولا أنسى مريضة كان من المقرر أن يقوم أستاذ لي بإجراء عملية لها لكنه اعتذر ووكلني لإجرائها لها، فاستأذنتها أترضى أن أجريها لها، فقالت: يا بني توكل على الله فما أنت إلا سبب، وبالفعل أجريتها وكانت عملية رائعة.
ولذلك فالجراح أمام أي عملية يجريها عليه أن يتذكر دائماً أن الله معه وأنه لولا الله لما نجح في أبسط عملية.
وعن مستقبل جراحة العيون في مصر قال: لدينا مراكز خاصة غير المراكز البحثية والجامعات وعلى سبيل المثال مستشفى الفتح للعيون بالزقازيق بها جهاز لا يوجد منه سوى 8 أجهزة في العالم كله.
والليزك أول ما بدأ بدأ في مصر وأقرته بعد ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والجزء النظري الذي يدرس لطلابنا أحسن ما يكون فأين يقع الخوف أو عدم الإطمئنان؟ أقول: المشكلة في التدريب العملي، وللأسف أماكن التدريب والتعليم بالممارسة قليلة.. فالجراحة تعني شغل، والذي يجري 1000 عملية غير الذي يجري 10 عمليات أو حتى مئة.