الدكتور أحمد المنظري: تلبية الاحتياجات الصحية واحدة من أهم الأولويات في اليمن
كتب: عبد الرحمن هاشم
دعا الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط جميع أطراف النزاع في اليمن إلى حماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية وضمان الوصول الآمن والدائم للمساعدات الإنسانية. وتمنى مخلصاً أن تتوصل الأطراف المعنية إلى تسوية سياسية مستدامة في اليمن.
وقال في بيانه الذي أصدره يوم 23 مارس الجاري وحصلت “مصر البلد الإخبارية” على نسخة منه، وكان حول الاحتياجات الإنسانية في اليمن: “لقد عدت للتو من اليمن، حيث شهدت بنفسي تعرض المدنيين الأبرياء المُحاصرين في هذه الأزمة للمعاناة والمرض والموت.
وخلال زياراتي للمستشفيات في عدن وصنعاء، رأيت أطفالاً ومواليد جدد يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وأمراض القلب والفشل الكلوي والالتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض المهددة للحياة، وأحياناً يتشارك السرير مريضان أو ثلاثة. لقد أخبرني الأطباء بأن البعض قد يفقدون حياتهم في غضون أسبوع.
قابلت أيضاً مرضى الفشل الكلوي الذين يتلقون جلسة واحدة فقط أسبوعياً بدلاً من ثلاث جلسات كأقل تقدير، وذلك بسبب نقص المستلزمات. لقد شاهدت مرضى الكوليرا وهم يتشبثون بالحياة، ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب مرض يمكن علاجه عادة في الظروف الطبيعية. هناك مرضى يعانون من أنواع مختلفة من السرطان يموتون دون داع لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الطبية أو ببساطة بسبب انعدام الخدمات الصحية.
وفي وحدة العناية المركزة بمستشفى الثورة في صنعاء، فقد أحد المرضى حياته أمام عيناي فيما كان الأطباء يقفون عاجزي الأيدي وغير قادرين على إنقاذ حياته. وفي الوقت الذي لا تعمل فيه أكثر من نصف المستشفيات في أنحاء البلاد أو أنها بالكاد تعمل بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، فإن العديد من المرضى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج يفقدون حياتهم داخل بيوتهم أو أنهم يصلون للمرفق الصحي بعد فوات الأوان.
لقد التقيت بالعديد من العاملين الصحيين الذين يتحلون بالقوة والشجاعة وهم حقاً العمود الفقري للنظام الصحي، وقد عقدوا العزم على الاستمرار في العمل يومياً في ظل ظروف صعبة لا يمكن تصديقها على الرغم من عدم حصولهم على رواتبهم منذ سنوات.
وأمام هذه المعاناة واليأس الهائلين، رأيت بصيص أمل. قابلت خديجة، وهي فتاة صغيرة كانت تعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم وكانت على وشك الموت. سافر والداها لساعات للعثور على مستشفى يمكنه علاجها. بعد أسابيع من دخولها مركز التغذية العلاجي المدعوم من منظمة الصحة العالمية، تحسنت حالتها. وبعد عدة أشهر، تتمتع خديجة بالسعادة والصحة والتغذية الجيدة.
لقد أنقذنا أشخاصاً مثل علي الذي فُجع بعد علمه بإصابة أطفاله الثمانية وزوجته بمرض الكوليرا. وبعد تلقيهم الرعاية الطبية في مستشفى السبعين المدعوم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، نجوا جميعاً. قال علي أنه مُنِح وأسرته حياة جديدة”.
وأكد الدكتور أحمد المنظري أنّ منظمة الصحة العالمية قد تلقت في العام الماضي ٨١٪ من الدعم المطلوب لليمن كجزء من خطة الاستجابة الإنسانية ٢٠١٨، وتمكنت المنظمة بالفعل من الوصول بنجاح إلى ١٣ مليون شخص، متخطية عدد السكان المستهدفين المُقدر ب١٠ ملايين شخص.
ودعا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم العمل الإنساني المنقذ للحياة في اليمن، والمستثمر في العاملين الصحيين والنظام الصحي بشكل عام.
وقال: “هذا العام، تحتاج منظمة الصحة العالمية وشركاء مجموعة الصحة ٦٢٧ مليون دولار كجزء من خطة الاستجابة .”الإنسانية
وأضاف: “سيسمح لنا هذا الدعم بزيادة تحسين فرص الوصول للرعاية الصحية الأولية والثانوية والتخصصية وضمان قدرة المستشفيات في المديريات ذات الأولوية على الاستجابة للأوبئة والفاشيات واستعادة وظائف المرافق الصحية المغلقة أو المتضررة في المديريات ذات الأولوية العالية
وأوضح الدكتور أحمد المنظري أنه خلال هذا العام، أدرك الشركاء في المجال الإنساني أن تلبية الاحتياجات الصحية هي واحدة من أهم الأولويات في اليمن. وقال: يجب السماح لعاملي الإغاثة الشجعان- الذين يعملون لصالح شركائنا الصحيين في اليمن والذين كرسوا حياتهم لتقديم العون للآخرين- بالاستمرار في العمل دون انقطاع.