الدبلوماسية والثقافة العُمانية تعمل على تجسير المسافات بين الشعوب
كتب – سمير عبد الشكور:
طوال مسيرة البناء والتنمية والتي امتدت لنصف قرن تقريباً بقيادة سياسية حكيمة تولى دفتها السلطان قابوس، وحيث تستعد سلطنة عُمان للاحتفال بيوم النهضة في الثالث والعشرين من يوليو المقبل، فقد انتهجت عُمان دبلوماسية ثقافية تعمل على تجسير المسافات بين الشعوب.
وثمة أكثر من واجهة مضيئة تعكس الثقافة والتقاليد العمانية والحياة في السلطنة منذ القدم وحتى اليوم، وهذه الواجهات قد تكون أبنية تاريخية أو مؤسسات حديثة قائمة أو جهات أكاديمية أو مناطق سياحية.
وثمة العديد من المفاهيم والقيم التي يعاد تعريفها واكتشافها في عُمان وهذا ضروري لتوسيع مدلول الثقافة والسياحة والاقتصاد، مع العلم أن كل هذه القطاعات والحقول تعمل في نهاية المطاف على أرضية واحدة ومشتركة عمادها الأرض والمكان والخبرات الإنسانية والجذور التي تغوص في تربة الأمس والتاريخ في انطلاقها لتشكل شجرة اليوم وثمرة المستقبل.
وتؤكد الدراسات التاريخية أن التجربة الرائدة لكلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها تثير الانتباه لدورها الحيوي فيما يعرف بالدبلوماسية والثقافة الشعبية التي تعمل على تجسير المسافات بين الشعوب وتقريبها، بحيث إن هناك مداخل غير تقليدية تطوي المسافات بين الأمم والحضارات الإنسانية.
تستقبل الكلية مجموعات من الطلبة الدارسين الذين يأتون من مناطق متعددة من العالم وعبر قنوات شتى؛ ليكون لهم الاكتشاف والتعرف على الأرض والمكان والهوية العمانية، في برنامج يجمع عددًا من الخيوط والروابط والقيم التي تصل بين الإنسان وفاعليته في مستوى الجغرافية وبعد التاريخ الإنساني المتجدد.
ولعل سلطنة عُمان من الدول ذات الثراء في هذا الباب، وهي لا تزال كنزا غير مكتشف بالمعنى الكبير والعميق في هذه المساحة الزاخرة.
ويمكن القول إن مجمل مشروع النهضة العمانية الحديثة هو إعادة لاكتشاف الخصائص الفريدة للإنسان في المكان والزمان، بحيث يتم ذلك الاتصال الغني بين الماضي والحاضر لأجل صياغة الغد الأفضل.
إجمالي القول، فإن برنامج كلية السلطان قابوس يتضمن العديد من الجوانب الأكاديمية والثقافية، من دروس اللغة العربية الفصحى ومحاضرات تتناول الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وبرنامج الشريك اللغوي والخط العربي، وهناك الجانب الأعمق المرتبط بالبيئة وربطها بهذه المفردات الثقافية والمعرفية في إطار حيوي، حيث بعض الزيارات لأهم المواقع التاريخية والأثرية والحضارية بالسلطنة، كل ذلك يصب في الأهداف الكبيرة والمعاني البعيدة في توطيد العلاقات مع الشعوب بما يعزز النظرة بمضامين غير تقليدية.
الدول والشعوب والأمم في حاجة اليوم إلى هذه الأساليب من الحوار والتشارك المعرفي التي تضيء آفاقًا جديدةً وغير مسبوقة، بما يفتح المجال لمزيد من التعاون والإخاء بين بني الإنسانية.