كتب الشاعر – رافع حلبي
كم مرَّ من زمن منذ السبع العجاف
لنقف على التراب المتواصل من التراب
ونغـني للماضي البعيد . . .
ها هي أرض الهناء
لنرتل توحيد يوسف – عليه السلام
ونغني مزامير داؤود
ونرفعُ الأعلامَ
نركع نصلي ونرجو
أن يظهر على الأرضِ الأنبياء
كم مرة يجب أن نركض
في ظل الروح . . .
من فناءٍ إلى فناءْ
ونغـني مزامير الوفاء
أتينا من لا شيء إلى هنا
وما وصلنا شهب السماء
فكيف تريدونني
أن أقف في الخفاء . . .
وأرفع أعلام النصر
وقد مات كل الأبطال
ما بقي هنا إلا الكافرون الجبناء . . .
كيف لي أن أكتب مزامير العطاء
وأرى أرواح النور
تتجلى هنا على الكرمل
نور أبدي من روح الصفاء . . .
ونحن لا نعرف الخير المتواصل والفضيلة
ولا نجيد إلا العبث والكره والحقد والجفاء . . .
* * * * *
كيف يا ربي
أنسى ذلكَ الفنار
الذي وهبني من سر التكوين
كل آهات الغربة
والليل الحزين . . .
وأسعدني يوم رأيته
يعانق القمر
ويقبل في آخر الليل زحل
ونجم الشمال
وعدني بلقاء
وروحي فوق الشرق سمت
وإلى الأحبة سعت
ومن سماء الحب الباقي ارتوت
كالسماء من لونها الأزرق . . .
والشمس من وهج نورها . . .
ارتوت من خير متواصل عبر الزمن
وأشبعت بالفضيلة فطاب اللقاء
مع الصالحين والأنبياء . . .
ينتظرون فتح الأبواب
أبواب الجنة للقاء أزلي
ينتظرون بجوار السور
والصمت قد عكر صفوت الهدوء
في توحيد الأرواح للباري عز وجل . . .
* * * * *
الروح الكاملة
في القلب مفتاحها
يتصل معها هنا
وهناكَ يُـقفلُ
فما الكونُ لفقدان ِ جسدٍ يحزنُ
ومع النسائِم ِ للأجسادِ
أرواحنا ترجعُ
الروح ناعمة كما قطر الندى
وفي ثنايا الجسم تتجدد
وأدوار الدنيا لا تـُرهقها
تسير لأجيال ولا تتعبُ
* * * * *
ملك يوعد بالجنة
وملك يوعد بالنار
ودعت ما يملك
أهل الأرض
أهل التراب
فكل عذابات البشر
حياة للمرور ثم سهاد
رقودٌ تحت حجارة
وتراب يمشي فوق التراب.