كتب – سمير عبدالشكور:
تزخر سلطنة عُمان بالعديد من المواقع التراثية والأثرية التي تعكس غنى الحضارة العمانية بالشواهد المعبرة عن شموخها على مدار القرون والحقب، ولا شك أن مثل هذه المواقع وحتى الفنون التراثية – التي سجلت عُمان عددًا منها في قائمة التراث العالمي غير المادي في “اليونسكو” – تمثل محفزات وأذرع مهمة داعمة، يمكن من خلالها الإسهام في تعزيز موارد الدخل وتنمية الإبداع والابتكار، وغيرها من الفوائد الجمة ويتم ذلك من خلال استثمار تلك الحضارة أفضل استثمار ممكن.
فالاستثمار في الحضارة اتجاه جديد يمكن من خلاله تعزيز المكانة السياحية لسلطنة عُمان على خريطة السياحة العالمية، ولعل وضع خريطة متكاملة للمواقع التراثية والثقافية التي تنتشر في السلطنة من أقصاها إلى أقصاها، يمثل خطوة أولى نحو إدارة فعالة لهذا القطاع، ومن ثم إقامة المنشآت السياحية والخدمات والمرافق على مقربة منها، الأمر الذي من شأنه أن يجذب العديد من الاستثمارات، ويحول سلطنة عُمان إلى قبلة إقليمية يتوافد عليها عشاق الأصالة ومحبو الاستكشاف والتعرف على الحضارات القديمة، التي أسست للعديد من القيم الإنسانية وأسهمت في بناء منظومة بشرية حضارية، ألقت بثقلها المادي وغير المادي على الإنسان المعاصر.
وأصبحت الفرصة الآن متاحة أكثر من أي وقت مضى للاستفادة من السياحة الثقافية، في ظل استضافة سلطنة عُمان أعمال المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو حول السياحة والثقافة، خاصة وأن هذا الحدث العالمي يجمع تحت مظلة انعقاده في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، 700 مختص من داخل وخارج السلطنة، يمثلون 70 دولة حول العالم، وبحضور 30 وزيرًا للسياحة والثقافة.
ويبقى القول أن تنامي الاهتمام بالقطاع السياحي في سلطنة عُمان، يدفع نحو البحث عن كافة الوسائل والسبل والآليات التي يمكن من خلالها توظيف الحضارة والتراث في خدمة الاستثمار الوطني.