مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

” الحرام “رواية من تأليف آيات أحمد منصور   

36

الفصل الأول :

حملت ‘ذات الثياب الممزقة’ قدمها وهي تخطو بخطوات ثقيلة ، بسبب تلك السلاسل الحديدية المعلقة بأقدامها والتي تنتهي حلقاتها بكرات حديدية ثقيلة الوزن مما تسبب في بطء حركتها .

 كانت تبكي بهدوء وتنهمر دموعها علي خديها من شدة الألم ولكنها تحاملت علي نفسها واستمرت في السير ….وقد أسندت كفيها الضعيفتين علي الحائط تلتمس من عضلات تلك الكفوف الطاقة والقوة لتكمل المسير .

نزلت قطرات الدماء من قدميها خلف تلك المنطقة التي تلف قدميها سلاسل الحديد .

 صرخت من قسوة الألم ثم مالت بجسدها محاولة لمس قدمها وكأنها تسكن وتهدئ الألم وتطلب منه الصبر حتي الوصول ولكن…..هيهات هيهات

وفجاة سمعت صوت مألوف لديها نعم إنه صوت سقوط قطرات المياه في مكان ما يالله…تهللت أساريرها وفتحت فمها بتلك الابتسامة التي امتزجت بدموع الأمل .

 وانطلق علي الفور هرمون الإندروفين في أنحاء جسدها كالبركان وفي لحظات نسيت كل الألم 

  أصبحت حركتها سريعة بل أخف ، علا صوت أنفاسها وهي تلهث كأنها تجري في سباق المارثون وما هي إلا لحظات حتي …. .

حتي شاهدت الضوء نعم إنه الضوء هناك يسطع من تلك الفتحة في نهاية الكهف .

توقفت وهلة تتأمل ذلك الضوء المنبعث وتشاهد تلك المياه التي تتسرب من بين الجدران معلنة لها هيا ….تحررى. 

اخذت تبكي وتبكي وتشهق بصوت عالي وما لبثت ان خبأت عيونها ودموعها بكفيها المزينتين بذلك السوار حول رسغها .

وفي ثواني دار أمام عينها شريط طويل يحكي ما قد حدث 

flash back

“رقية…رقية…إنتي يابنت مش سامعاني كل دة بنادي عليكي، شيلي البتاع دة من علي ودانك وتعالي هنا ساعديني الناس قربت تيجي…الله يهديكي”

أما عن رقية ذات 12 عام فكانت في عالم اخر ولم تنتبه لنداءات أمها المتكررة فهذا هو الألبوم الأخير لنجمتها المفضل Sandy Lee والتي كانت تنتظره بفارغ الصبر وكانت تسبح في عالمها الخاص بها…

Don’t let me go …when I am aloooon

Don’t let me go ….When I need u & u don’knooooow.

please..please Don’t le

قد يهمك ايضاً:

الثلاثاء المقبل.. قصور الثقافة تحتفي بالمسيرة الإبداعية…

الاحتفاء بالشاعر عيد صالح في العودة إلى الجذور بدمياط..…

وفجأة وجدت السماعة تنتزع من أذنها بقوة …

“ااااااه …اه دة يا مامي اللي عملتيه دة ، حرام عليكي دا أنا كنت مندمجة جامد…

صرخت هدير والدة رقية ذات ال33 عام بصوت عالي قائلة “أنا برده إللي حرام عليا بئالي ساعة بنادي عليكي وانتي ولا هنا والله لوريكي “

ثم أردفت متسائلة “ثم تعالى هنا إنتي صليتي العصر ولا لأ؟

اضطربت رقية وزاغت عينها واخذت تطرق أصابعها السبابة ببعضهم وتلجلجت في كلماتها قائلة بصراحة يا مامي….أصليييي…مسمعتش الآذان “

انفجرت رقية غاضبة ” نعم يا أختي وهمت بصفعها إلا أنها تذكرت أنها الملامة في الأمر فأنزلت يدها وقالت ” لحد المغرب ما يأذن مفيش البتاع دة خالص “

سكتت رقية ولم تتفوه بكلمة فهي تعلم أنها المخطئة 

وان جدالها يعني الحرب لا محالة وفي النهاية ستكون هي الخاسرة 

صلت رقية العصر ثم اتجهت إلي المطبخ وحضنت أمها من الخلف قائلة ” خلاص يا مامي بالله عليكي أنا غلطانة بس متزعليش مني ” 

لم ترد عليها هدير ولو بكلمة واحدة

 اما عن رقية أكملت قائلة”عشان خاطري لو بتحبيني …طب لو بتحبي ربنا”

ابتسمت هدير ابتسامة جانبية معلنة العفو والسماح 

صرخت رقية بفرح وهي رافعة يديها قائلة “هااااااا الله عليكي يا أحلي مامي في الدنيا دي كلها “

End flash back

 أفاقت هدير علي صوت أنفاس تقترب من مكان وقوفها.

فاضطربت وخافت أن يكون ذلك الشخص الذي يطاردها تحاملت علي نفسها وحاولت أن تسرع في خطواتها ولكن للأسف ….

القادم كان الأسرع فصرخت ثم فجأة ظهر من الظلام …..

 

 

التعليقات مغلقة.