مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“الحرام” الفصل الرابع رواية من تأليف آيات أحمد منصور :

26

غابات استراليا؛ أحراش أستراليا؛ جزر أستراليا؛ شلالات أستراليا وجمالها الآخاذ
اخفت تلك الاستراليا في باطنها واحدة من أطيب وأقوي الفتيات التي عرفها البشر في ذلك الزمان ألا وهي
“هدير “
**
في اللحظة التي خرج فيها خالد وهدير من الكهف باتجاه الأدغال تذكرت هدير ابويها وطفليها فأحست بالحزن

قد يهمك ايضاً:

“التغيرات المناخية ودور الذكاء الاصطناعي”.. لقاء…

واما خالد فقد احس بأن هناك أمرا ما يدور خلفه مع تلك الفتاة الغريبة ..أمرا لا يعرفه
فأخذ يفكر في نفسه قائلا
“ياتري تبقا مين؟ وجات هنا ازاي؟ وايه علاقتها بساندي؟ “
انتبه خالد أنه ولأول مرة تشغل باله وفضوله فتاة ليس ذلك فقط بل اجبرته علي أن يمشي أمامها ولا ينظر خلفه.
وهو من هو؟ ..هو ذلك المطرب والممثل العالمي المشهور البالغ من العمر 29 سنة
والذي تهوي الفتيات لمجرد ذكر اسمه
وكذلك يرتمين تحت قدميه آملين فقط في نظرة منه لهن ….
اما عن تلك فأثارت إنتباهه بـ ” هدوءها ،انفعالها. ..قربها لربها ….ثقتها بنفسها ، عنادها “.
بالرغم من أنها يبدو عليها انها لم تتجاوز العشرين من عمرها.
تنهد قليلا ثم عزم علي إخفاء أمر كونه مطرب أو ممثل وقال خالد محاولا تغير الأجواء “مش هنتعرف بقا انا زهقت
بصي يا ستي انا اسمي. دكتور (خالد صديق) جراح مخ وأعصاب تقدري تناديني خالد عادي مش هزعل.. وانتي ؟”
ابتسمت هدير من ثقته العالية
هو لا يراها لكنه أحسها ثم قالت هدير ” كويس وأنا إيه بقا؟ “
خالد بسرعة”اسمك.. اسمك.. ايه؟ “
هدير”وانت مالك؟ “
عض خالد علي شفتيه غيظا ثم قال ” بقا كدة؟.. طيب بقولك ايه انا مستعجل واسمع كمان ان هنا فيه قطيع أسود.. اسبقك انا بقا وانتي ابقي حصليني”
ارتعدت هدير ولكنها ردت بتلقائية سريعة وقد كتمت خوفها ” زي ما تحب.. ربنا معايا واللي كتبه ليا هيكون”…
تركها خالد واختفي من أمامها تماما
وبدأت هدير رحلتها بقدمها المصابة ….
****
لأول مرة احست “زينب رجاء” 53 عام والمذيعة الإخبارية المعروفة في أحد القنوات المصرية بمشاعر القهر تنبعث من زوجها اللواء طارق فكتمت حزنها داخلها وسمحت له بأطلاق ضعفه أمامها .
أخذت تقوي قلبه قائلة ” إنت عارف يا طارق هدير أد إيه قوية …مش بس شخصيتها دة قربها من ربنا قواها. …مفيش في يوم دايقتنا ولا خالفت كلمتنا …ولا علت علينا صوتها. ..تفتكر برده ربنا هينساها…تشهد عليها مصليتها … وكتاب ربنا وتلاوتها اللي عمرها ما فارقتهم”
نظر إليها طارق وعينه ممتلئة ببريق الأمل فأردفت قائلة ” روح يا طارق ….روح اتوضا وصلي ركعتين كدة وادعيلها وربنا هيرجعهلنا بالسلامة” .
أومأ اللواء طارق برأسه موافقا إياها
وشرع في دخول الحمام للوضوء إلا أنه أوقفه نزول هدير من السلم بنقابها وعبائتها …..
فتسمر هو وزوجته في مكانهم ……
*

بعد أن تلقي مارك من سيدته ساندي الأمر بإحضار هدير تهللت اساريره فقد أحبها بالفعل
وأخذ يتذكر أول مرة رءاها في ذلك الموقف العجيب
Flash back
ادخل مارك هدير في محبسها وهي مخدرة بالكامل ثم وقف ينظر إليها ولكنه شعر أن هناك طاقة غريبة منبعثة منها لا يعرف ما هي ولا سرها لكنها طاقة جذابة… وما أن شرع بتركها حتي سمعها تغني في نومها بصوت رنان ” الرحمن. علم القرءان. خلق الإنسان علمه البيان. الشمس والقمر بحسبان. والسمااااء رفعها ووضع الميزان”
هم بلمسها… هو لا يفهم لغتها ولا كلامتها ولكن صوتها وكلامتها كانتا لقلبه قاتلة
وفجأة ناداه سيده” ريد” التفت مارك إليها وهو يقول في نفسه”wait for me”انتظريني
End flash back
وكان أمر ساندي له بمثابة الفرصة أو المكافأة
دخل مارك الكهف الذي خرج منه خالد وهدير للتو ..وقد تتبع آثار الدماء التي انتهت عند بركة الماء
حاول الخروج من نفس الفتحة التي خرج منها خالد وهدير ولكن جسده العريض لم يمكنه من ذلك .
فصرخ قائلا :”shit “
لم يرد مارك أن يتصل باحد زملائه للمساعدة في البحث
فهو يريد الفوز بها ولن يسمح لأحد غيره بذلك …
ثم قال لنفسه “You will be mine “
وعاد من حيث أتي
وقد بدأ التخطيط
***
تركها خالد واختفي تماما
وبدأت هدير رحلتها بقدمها المصابة ….
كانت الأشجار كثيفة وقدمها عارية فقررت الجلوس قليلا .
وجدت بعض القش بجوارها حاولت استخدامه كمفتاح لفك القيود الحديدية
ولكن بلا جدوي.
شعرت بأحد ما يراقبها أو بل هو شئ ما….
ارتعدت هدير لكنها استقوت بالله وبدأت بتلاوة القرءان ” قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ..
وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) .
لم تكن تتخيل هدير أنه بالفعل هناك من يراقبها…. كل ما كانت تفكر به… أنها ستهزم قطيع الأسود بقرآنها….
ولكن ظهر لها فجأة من بين الأشجار….

 

التعليقات مغلقة.