مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الجندي الطناني الذي شارك في أسر عساف ياجوري. ..جندي مقاتل: فراج أحمد محمد عبد الله “الحلقة الثانية”

147

بقلم – محمد حسن حمادة:

مازلنا مع القرية المنسية في حرب أكتوبر 1973 قرية طنان التي قررت أخيرا البوح بأسرار مشاركتها في هذه الحرب والكشف عن بعض خباياها على لسان أبطالها، هنا مدينة السويس الباسلة وتحديدا بجوار المطار الحربي مجموعة 127 صاعقة الكيلو 43 القائد هو العقيد زغلول أما رئيس العمليات فقد كان الرائد شفيق أبو هيبة يروي لي البطل الطناني جندي مقاتل فراج أحمد محمد عبدالله عن دوره في حرب أكتوبر 1973. فيقول: كان دور مجموعتي المجموعة 127 في الحرب القتال على خط المواجهة بسلاح الأر/بي/ جي المضاد للدبابات، كانت مجموعتي هي أول مجموعة اقتحمت سيناء، كانت صيحة الله أكبر تهز الجبل والحجر والبشر كانوا في عيد غفرانهم الذي محونا فيه آثار هزيمتنا في عام 1967. وقت الاشتباك قتلت عددا كبيرا من الصهاينة كما أسرنا عددا كبيرا منهم وبمناسبة الأسرى سأحكي لك مشهدا غريبا لم تعهده الحروب من قبل: حيث نزلت طائرة عسكرية إسرائيلية على الأرض فتأهبت لضربها وقبل ثانية واحدة من الإطلاق وجدت سيدة، رفعت يدها، وسلمت السلاح، فاصطحبتها للقائد، المثير أنها كانت حاملا، لم تكن تتوقع العودة ولم تتوقع أن نعاملها بإنسانية، استحوذنا على الطائرة وما بها من ذخيرة”. وعن ذكريات مشاركته لأشهر أسير في حرب أكتوبر 1973 يسترجع الجندي المقاتل فراج أحمد محمد عبدالله ويروي لي أحداث أسر العقيد عساف ياجوري قائد اللواء الإسرائيلي المدرع 190 الأوسط بكل فخر فيقول: كانت ليلة الثامن من أكتوبر وفي صباح اليوم التالي كانت الجبهة المصرية خلية نحل، فالقنطرة في حالة من الأفراح والسعادة بعد تحريرها، وعلى طول خط المواجهة نستعد لشن هجوم واسع لتطهير أرض الفيروز من باقي الجيوب الصهيونية، وعلى الجانب الآخر كان الصهاينة يستعدون لشن ضربة واسعة ضد رؤوس الجسور مستهدفين المحور الأوسط، تقدم بالفعل لواء إسرائيلي مدرع لمسافة 800 متر داخل الخطوط المصرية دون أدنى مقاومة، توقفت الدبابات الإسرائيلية، أعطت إشارة الأمان لبقية اللواء المدرع ظنا منهم أن الفرصة سانحة لهم للرد على مفاجأة السادس من أكتوبر، وصلت القوات الصهيونية لمسافة ثمانية كيلو مترات شرق القناة، أمر قائد اللواء مدرع جنوده بالاتجاه بمحاذاة الجنوب لتطويق الجيش المصري تزامنا مع اندفاع مجموعة أخرى لمهاجمة مقر القيادة الثانية التي تقع على بعد ثلاثة كيلو مترات باتجاه الغرب، لم يستكمل قائدهم تعليماته حتى تحولت الساحة لجحيم مستعر، بدأ الجنود الصهاينة يفرون من لهيب المعركة وخاصة بعدما تفحمت أطقم دباباتهم، كل ذلك وهم يحاولون البحث عن مصدر صواريخ الأر/بي/ جي وصواريخ (ساجر) فقد كنا مختبئين في حفر تحت الأرض في براميل زرعت على طول طريق الهجوم الإسرائيلي، لقد نجحنا في نصب الفخ بإحكام، وفي تمام الساعة السادسة وعشر دقائق من صباح ذلك اليوم خرج العقيد عساف ياجوري من دبابة القيادة يرفع منديلا أبيض ويصيح بالعربية: لقد انتهى كل شيء، نعلن استسلامنا، ويتوسل أرجوكم أيها المصريون لاتقتلونا”. أسرنا إحدى وعشرين دبابة على رأسهم الصيد الثمين عساف ياجوري الذي استمر في التوسل وكان سؤاله الوحيد الذي كرره عدة مرات أين كان يختبئ رجال المشاة المصريون (قانصو الدبابات) أين هؤلاء الشياطين الذين كانوا يحملون الأ/ ربي/ جي وكيف دمروا دباباتنا بسلاح الأربي جي الخفيف؟

في أعقاب نكسة يونيو 1967 كتبت (يائيل ديان) ابنة الجنرال موشيه ديان في كتابها (مذكرات جندي). تقول:

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

أكاد أتصور كل شيء، أن تضع نهر الأردن في آنية زهور وحتى نهر المسيسبي، أن تمد يدك إلى أعلي وتقطف من السماء نجمة، أن تشتري قبر شكسبير بمليون برميل من النفط، ولكني لا أتصور أبدا أن جنديا إسرائيليا واحدا يمكن أن يقع في الأسر يمكن أن يرفع يديه إلى أعلي”.

لكن كان الرد حاسما من البطل الطناني فراج أحمد محمد عبد الله ورفاقه في حرب أكتوبر 1973.الذين أسروا جنودا وقادة الجيش الصهيوني بكل يسر وسهولة ليؤكدوا لابنة الجنرال ديان ووالدها وللعالم أن: الجندي المصري خير أجناد الأرض.

التعليقات مغلقة.